يبدو أن التكهنات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام مؤخراً حول زيادة ستطرأ على أسعار اللحوم باتت حقيقة الآن وفقاً للائحة الأسعار الجديدة التي أصدرتها الجمعية الحرفية للحامين والقصابين، فرفعت بموجبها سعر كيلو لحمة الغنم إلى 4,700 ليرة سورية للهبرة والمسوّفة 3,500 ليرة، وكيلو لحمة العجل الهبرة 4,900 ليرة. وعزا المعنيون وخبراء الاقتصاد أسباب هذه الزيادة في الأسعار إلى ارتفاع كميات هطل الأمطار خلال العام الجاري، وتوفر المراعي الطبيعية ما دفع المربين نحو التربية والتسمين والإحجام عن البيع، الأمر الذي خفض المعروض من المادة وزاد في الأسعار مع الإقرار باستمرار التهريب إلى الخارج حيث تباع اللحوم بأضعاف أسعار السوق الداخلي.
رئيس جمعية القصابين توقع أن تعود الأسعار للانخفاض بعد شهر ونصف الشهر عند طرحها في الأسواق، نافياً الشائعات حول استمرار ارتفاع أسعار اللحوم حتى عيد الأضحى، فيما توقعت (الهيئة العامة للمنافسة ومنع الاحتكار) من جهتها استمرار ارتفاع أسعار اللحوم والفروج أو استقرارها بأسعار أعلى من الحالية، خلال الفترة المقبلة وحتى انتهاء عيد الأضحى، مقترحةً السماح باستيراد اللحوم الحمراء المثلجة والمبردة بأقصى سرعة ممكنة، لسد النقص الحاصل بين العرض والطلب! ودفعت المعلومات الواردة من وزارة الزراعة حول تحسن المراعي وارتفاع نسب الولادات بشكل كبير مقارنة بالأعوام السابقة وزارة الاقتصاد إلى الموافقة مبدئياً على إصدار قرار بتصدير ذكور الأغنام والماعز الجبلي بالرغم من عدم توفر معطيات أو إحصائيات جديدة حول إعداد القطعان وما إذا كانت تغطي الحاجة المحلية وتسمح بفتح باب التصدير حسب الوزارة نفسها!.
وهنا يؤكد أحد أعضاء جمعية حماية المستهلك أن المادة غير كافية حالياً لتغطية حاجة السوق المحلية بدليل ارتفاع أسعارها والذي لفت إلى أن شائعة فتح باب التصدير هي ما جعلت المربين يحجمون عن البيع وأدى بالتالي إلى قلة المعروض وزيادة الأسعار.
وبالعودة إلى المواطن الذي على ما يبدو سيصبح الحصول على اللحم لديه حلماً؛ علق أحدهم على القرار الجديد برفع أسعارها بأن بلدته قد سبقت زمنها حيث تعدى سعر كيلو اللحم الخمسة آلاف ليرة قبل 5 أعوام، ويجدر التساؤل هنا عن الأسعار الحقيقية التي سيتم بها بيع المادة لدى الباعة والقصابين والذين تجاوزت تسعيرتهم التسعيرة الجديدة المعلنة منذ سنين؟!.
هنادة سمير
التاريخ: الأربعاء 27-3-2019
رقم العدد : 16941