فاقد الشيء لا يعطيه..

 

هو بهلوان السياسة الأمريكية المختل عقلياً، والمضطرب نفسياً على حد وصف كبار مسؤوليه، يبدو أنه لم يصل بعد إلى درجة النضوج الدبلوماسي الذي يردعه عن ارتكاب المزيد من الحماقات والمجازر التي تحتاج إلى عدة موسوعات لأرشفتها وتوثيقها.
وعد من لا يملك لمن لا يستحق.. هو أقل ما يمكن أن يقال عن مواقف ترامب حيال الجولان السوري المحتل، فخائب الرجا الأمريكي، وبعد أن عاد ومرتزقته الإرهابية من الجحور والأنفاق الميدانية بخفي حنين، وبعد أن احترقت كل أوراق مراهناته على الطاولة السياسية، أراد أن يغطي على خسائره على الأرض السورية بما يحرف الأنظار عن هزائمه المدوية، حدث وصفه نتياهو بأنه (معجزة ترامب)، في زمن لم يعد فيه للمعجزات أي وجود إلا في مخيلة المهزومين المريضة.
اللافت هنا أن ترامب يتصرف وكأن الأرض أرضه، وكل ما عليها وفيها بالتالي أملاك خاصة له شخصياً، يهبها لمن يريد، وينتزعها ممن يريد، وفق شريعة الغاب التي خيلت له أنه الآمر الناهي، يفعل ما يريد وأينما شاء، متناسياً أن الحقوق المغتصبة، لا تضيع، ولا تسقط بالتقادم، ولا تقبل المساومة أو المقايضة، طالما أن هناك من يطالب بها، ويبذل الغالي والنفيس في سبيل تحريرها واستعادتها، وطالما أن هناك جيشاً عربياً سورياً ناداه الوطن فلبى، وعاهد شعبه بالتحرير فصدق.
ومن اعتراف ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، مروراً بتحالفه الاستعراضي الذي يمعن في قتل المدنيين في البادية السورية بالفوسفور الأبيض، وحمايته للإرهابيين الدواعش ونقلهم عبر مروحياته العسكرية إلى ملاذات آمنة، ودعمه للقتلة الوهابيين في حربهم على اليمن السعيد سابقاً، والتعيس المنكوب بسبب سياساته العدوانية، وسبحة جرائم المختل الأمريكي تكر تباعاً، لتصل صوب الجولان السوري المحتل، ولا ندري إن كانت الخطوة المقبلة مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، أم الضفة الغربية.
المضحك في الأمر أن ترامب أصلاً فاقد لأي شرعية على أراضينا، وقواته هي قوات احتلال ستُرَحل إن لم يكن بإرادتها فرغم أنفها، فعن أي مرسوم يتحدث، وعن أن قرارات يهذي، وقيمتها والصفر واحد، بل ولا محل لها من الإعراب العالمي.
أردوغان هو الآخر في موقف من الغباء لا يحسد عليه، فها هو يتعهد منافقاً بنقل قضية الجولان المحتل إلى الأمم المتحدة، وفي ذات الوقت يحتل مع مرتزقته أراض سورية توازي ما يحتله الكيان الصهيوني في الجولان، ولا ندري إن كان كلام الواهم العثماني مجرد وصلة استعراض تنظيرية ليقول للعالم أنا موجود، وأنا حامي الحمى، أم أن له أطماعاً توسعية في الجولان المحتل هو الآخر.

ريم صالح

 

التاريخ: الأربعاء 27-3-2019
رقم العدد : 16941

آخر الأخبار
الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة الجفاف يخرج نصف حقول القمح الإكثارية بدرعا من الإنتاج  سوريا نحو الانفتاح والمجد  احتفال الهوية البصرية .. تنظيم رائع وعروض باهرة "مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة الهوية البصرية الجديدة لسورية من ساحة سعد الله الجابري بحلب وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين خلال احتفالية إشهار الهوية البصرية الجديدة..  الرئيس الشرع : تعبر عن سوريا الواحدة الموحدة التي لا ت... رئيس اتحاد العمال: استعادة الدور النقابي المحوري محلياً وعربياً ودولياً