ثورة أون لاين -ديب علي حسن :
ربما كان ترامب أكثر طغاة الأرض تجبرا وغرورا , وقذارة , ولن نخجل أن نقول : وقاحة ونذالة , لأن فائض القوة الذي تتمتع به أميركا غير عادي ,يقابله فائض ذل وهوان من التبع غير محدود , يشير الطاغية فيتبع , ينفذ الآخرون , لو أمر بذبح الأبناء لفعلوا , بل نفذوا الأمر , وهل من شناعة عبر التاريخ أكثر مما فعله مع العالم العربي , والغربي أيضا , وما جره من كوارث ومآس بدأت عواقبها تظهر , ولن يكون المشهد بعيدا عن الانفجار قريبا .
ما وقعه ترامب حول الجولان , وقبله حول القدس , كان معروفا أنه سيكون منذ أن أعلنوا الحرب العدوانية على سورية قبل تسع سنوات , ولم تكن لتشن لولا أن سورية العقبة الكأداء بوجهها , أما صفقة القرن التي تعني هذا كله فهي في ثلاجة الاختبار , لايمكن أن تمضي على الرغم من المقدمات التي مرت لتمهد لها , فالانتصار السوري وحّد قوى المقاومة وأعطاها البعد الحقيقي , وصهر معدنها , وكشف الطاقات الكامنة , وما هراء ترامب حول الجولان إلا محاولة في الحرب النفسية التي تدار من قبل مراكز القرار العالمي , قرار العدوان , لعل أمراً ما يصلون إليه , وما عجزوا عنه بحرب التسع سنوات , سيبقون عاجزين عنه بحرب الالف عام .
الجولان سوري , عائد , باق , راسخ يمد قمما تعانق قاسيون وكل جبال بلادي وسهولها , ليس شعرا , ولا هي رومانسيات ,هي حقائق التاريخ , وحده التاريخ يخبر ما فعل السوريون بمن أتاهم غازيا لساعات , فكيف بمن يريد أن يأخذ أرضهم وتاريخهم , ومقدراتهم.