الشعر مرتبط بالشعور والاحساس فكلما ارتفعت وتيرة إحساسنا أثناء إلقائه كلما تميز الشاعر وتألق, وهذا ما يميزه عن النظم فنحن اليوم أمام باقة من الشعراء في فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب بمناسبة اليوم العالمي للشعر ليومين متتاليين ينهلون فيه من بحور الشعر ليرووا ظمأ أرواحهم.
«لأني أحبك دون ربيعٍ.. يزهِّرُ بينَ شفاهي الكلامْ فراشاتُ.. ثغركِ حولَ خدودي.. تراقصني فيطوفُ اليمامْ» بهذه الكلمات صدح صوت الشاعر المفعم بالإحساس عبد النبي تلاوي في اليوم الأول بحوارية رقيقة كعمق احساسه من مجموعته الشعرية «بابها مغلق وخريفي قريب» وقصيدة عن حمص حيث ترك أقلامه تنزف ولم يجد سوى الدبلان يسكنه.
نيرون مات ولم يغب ذكره فنراه في قصيدة للشاعر محمد علي خضور بعنوان «نيرون شاعراً» فاختلطت الكلاسيكية في الشكل والحداثة مع الرؤية الفلسفية.
يدفع الشك باليقين ويلقي..
ريشة الوهم في مهب التمني
ونراه في قصيدة أخرى يقول:
فنرى شمعة مثل ضوء السرّ مرهقة
راحت ترقص ظلينا..
فما لليل من صفة شبابهُ خصرها..
طوقته.. ارتعشت فللنجوم ثغاءٌ حول نافذتي..
وفي اليوم الثاني للشاعر المبدع الدكتور غسان لافي طعمة مشاركة بعدة قصائد وجدانية داعبت الوجدان منها «ماذا يقول النهر؟» فيقول:
آه على الأحباب غابوا بين طاحونة تدمدم: إنني وأمُّ الرَّغيف والجسر قنطر فوق مائي..
وقصيدة « آه على كلماتهم»:
آه على ضحكاتهم..
كم شاركوني ألفة الآلاف في ألق النهار..
آه على قيس وليلى يكتبان على رموشي
قصة للحب المعمد بالطيوبي..
آه على قلب يبوح إلى فؤاد
أما الشاعر طالب هماش صاحب الصوت الدافئ والغارق بالشعور والاحساس شارك بقصيدة بعنوان «فن الصبر» يبحث عمن يعلمه فن الصبر و يبكي مرارة الغربة:
من تلك الساعة.. من ذاك اليوم الأسود..
كل مساء يا أماه..
كل مساء صار يعاودني الحزن الموجع..
حتى يحرق روحي بالألم المر
وفي الختام تألق الشاعر محمد الفهد بقصيدة بعنوان «حبر الغياب» يبث لواعج نفسه وهمس روحه ببوح شفيف وحزن دفين ليتأمل عمره والساعات تودع فتنتها:
أتأمل كيف الأيام تحاصرُ أحلامي تأخذ صوتي نحو الوديان فأبصر مرآة العتم تطوف بظلي وجعاً..
تميزت الأمسيتان بحضور نخبة من المثقفين واتسمت المشاركات بالشعر العامودي الحديث.
سلوى الديب
التاريخ: الخميس 4-4-2019
رقم العدد : 16948
السابق