تحد جديد ينتظر مؤسساتنا الاقتصادية التجارية، ولانخفي أنه ثمة مؤسسات سجلت حضورها القوي في كثير من المحطات التي مرت بها البلاد، ونكون مجحفين إن قلنا إنها كانت غائبة، وهنا نقصد المؤسسة السورية للتجارة التي ضمت تحت مظلتها ثلاث مؤسسات بمرسوم جمهوري لتعزيز تدخلها على صعيد السوق المحلية المرهقة بأعباء الحصار الاقتصادي المجحف وطمع وجشع بعض التجار.
اليوم تتوجه الأنظار نحو تلك المؤسسة لتكون إحدى دعائم التدخل الايجابي لمصلحة المواطن ولاسيما بما تمتلكه من كوادر وصالات ومنافذ بيع منتشرة في جميع المحافظات مع إطلاقها شعار إيصال المنتج إلى المواطن مباشرة دون حلقات وسيطة لتخفف من معاناته في هذه الظروف والغلاء الذي كبل حاجاته وجعلها حبيسة الأساسيات بأضيق معانيها وخاصة أنها استطاعت أن تتواجد في المناطق المحررة لتوفير السلع بما فيها الخبز قاطعة الطريق على تجار الأزمات الذين تخطوا في أرباحهم حدود المعقول.
لكن مازالت الآليات التنفيذية تكبل عمل المؤسسة ومنها القدرة على الاستيراد؛ إلا عند تعرض أحد المنتجات لارتفاع في السعر نتيجة قلة العرض ومثالنا الحي مادة البطاطا، ما يطرح تساؤلاً عن هذا الحيز الضيق وضرورة توسيعه ليكون دورها ومنافستها حقيقيةً؟ ولاسيما بعد أن فتحت تشكيلتها السلعية وأدارت بنفسها وبكوادرها صالاتها، وبذلك ساهمت بتوفير كثير من السلع بأقل من أسعار السوق، ولابد من الاستمرار في هذا الطريق ومزيد من تقليل حلقات الوساطة، لا كما يقال عن إمكانية عودة بعض التجار للتوريد الحصري.
نعم المطلوب اليوم دور أكثر فاعلية، ونثق بأن السورية للتجارة كما استطاعت أن تكون السباقة في التواجد في أغلب المناطق المحررة، ووفرت المواد والسلع للمواطنين فيها إضافة لكثير من السلع الأساسية التي تعرضت للاستغلال ومبالغة في رفع سعرها وأوصلتها إلى المواطن بعدة طرق منها السيارات الجوالة والصالات الموجودة في مباني المؤسسات الحكومية، هي قادرة على أن تكون مؤسسة تدخل إيجابي من خلال الاستعانة بكوادرها الكفوءة وتطوير آلياتها التنفيذية وإيقاف محاولات بعض التجار العودة إليها من أبواب أخرى.
رولا عيسى
التاريخ: الجمعة 5-4-2019
الرقم: 16949