هل انفرط عقد أسرنا إلى الحد الذي لم نعد فيه قادرين على جمعهم الى مائدة طعام من فطور وغداء وعشاء , يجلس الوالدان الى مائدة الطعام الممدودة ينتظران وينتظران ولكن أغلب أفراد الأسرة غائبون عنها…والحاضرون كل يغني على ليلاه فهو إما مشغول بجهازه الخليوي يغوص به إلى عوالمه الخاصة أو أنه تناول طعامه في المطعم أو تناول سندويشة على الماشي أو طلب هو وبعض أخوته ما يعرف بالوجبات السريعة وجلسوا يأكلون لوحدهم في غرفهم تحت مسمى الحياة العملية التي هي بالنسبة للبعض عدم الالتزام بمواقيت الطعام مع الأسرة
المائدة التي لعبت دورا في معالجة الكثير من المشاكل الاجتماعية للاسرة من خلال تقليب وجهات النظر بين افرادها ناهيك بأن طعام المنزل يمتلك جميع الشروط الصحية التي تنعكس على أفراد الاسرة عافية موفورة .
المائدة التي تعني مجموعة من الناس والتي هي باللغة الإنجليزية «company» وهي مشتقة من اللغة اللاتينية حيث تعني «خبز مع»، أي أولئك الذين يتقاسمون الخبز .
الجلوس على مائدة الطعام يعلم الجميع كبارا وصغارا آداب الأكل والشرب، وآداب الحديث والانصات الى الاخرين ، وتقديس موعد وجبات الطعام ، والتأخر عنها يعني حرمانه منها أي الانتظار الى الوجبة الاخرى
فهل كل ما كتب وألّف على مر التاريخ من آداب الطعام والتحلق حول المائدة وكيفية استعمال الشوكة والسكين ووجوب أن يحضر جميع أفراد الأسرة عند كل وجبة طعام اصبح من الماضي البعيد ؟!
ماذا فعلت بنا هذه «العولمة» أو الحياة العملية كما يسمونها لقد سرقت منّا كل شيء حتى لحظات الجلوس على مائدة واحدة مع أفراد أسرتنا ولو بعد غياب واشتياق .
أين نحن ذاهبون لقد قضينا بأيدينا على الكثير من الروابط الأسرية ولم يبق إلا القليل منها والمائدة إحداها…
ياسر حمزة
التاريخ: الجمعة 5-4-2019
الرقم: 16949