مقاومـــــــون

وما أجمل هذا الاسم والتسميّة.. وما أجمل العناوين التي نسموبالانتماء لها وتسموبالانتماء إلينا..!
ما أجملها! وما أجمل أن نكون «مقاومين» حدّ الشروق الذي نعشق..
وحدّ الأرض وتراتيلها التي نُقدّس, حدّ الفخر الذي يعرفنا ونعرفه منذ الأزل..
ونختار ثقافة الحياة, ثقافة الانصهار في بوتقة الضياء.. في بوتقة الصعاب التي تهزمها بنادق المقاومة.. وتولدُ شموسنا وكأنّها التاريخ الذي لا يريد أن يُمحى.. وكأنّها صرخات البطولة الممتدة منذُ أقدم الأزمان وحتى الآن..
مقاومون.. نُطرّز نهاراتنا بفعل المستحيل, ولانرضى إلاّ الفعل الإعجازي خليلاً لذواتنا, وكليماً لكل أوقاتنا..
هكذا نكتبُ بحبر الانتماء, نكتبُ بلغة السلاح أدباً يعبر بنا إلى أزمنة المقاومة المُثلى ويُسمّى (الأدب المقاوم ).. وهل يوجد أجمل من هذا الأدب؟
وهل يوجد من هذا النطق البطولي ومن محبرته العصماء؟
هل يوجد أجمل من مُشكاة الأدب المقاوم وفحواه ومحتواه؟ وعظمته؟..
نرسم ظُل الشموس وخيالات النور, نكتبُ بدم الإمداد, نكتبُ كرامة ما فوق الروابي, و يُعربشُ الياسمين وكأنه أبجدية خُلقت لنا من قبل التكوين..
و أحرفه تكتبنا, بلغة اللون القدسيّ وهل يوجد أبهى من عظمته؟
من فلسفاتٍ تحيطُ به وتُسوّر معصميه؟
من كلام القول وفصاحة الجراح التي تتغلغل فينا.. وتقول: بأننا مقاومون كنا وما زلنا, نكتبُ بحبر البندقية, نغنيّ ألق القصيدة ونُزيّنها بجماليات الانتماء, و نُحدّث ُالأزمان عمّا سُطرَ, عمّا حدث وكُتبَ بين فصول الرواية, رواية الفن المقاوم وما أجملها من رواية وما أبهى فصولها!
وما أرقى ثقافة المقاومة بأشكالها المختلفة.. إنها التوق القدسي ّ, وبهاء ما يمكن أن يُقال في لحن القول المُستحكم حدّ القداسة.. حدّ الأدبيات التي تُكتبُ في فن المقاومة.. حدّ الصبحِ ومفردات الصبر, حدّ المشي والعبور على جمر الأيام جمر التلظيّ والانشطار ما بين الجرح القائم والشّوق لذاك الانتصار..
مقاومون.. أبجدية تكتبنا ونكتبها في كل يوم.. نولدُ معها, نسيرُ على دروبها, نرسمُ ظلالها, تُمثل كلمتنا العُليا, كلمة الحياة لدينا.. وما أجملها هويّة الانتماء!
فهي الكلمة العُليا والمُثلى التي تتجذّر فينا يوماً بعد الآخر.. نتجذّر حدّ الكلمة التي تقول بأننا مقاومون, هذه فلسفتنا, وبعض من لحن قولها, بعضٍ من دساتير صفائها, من بهاءٍ نرثُّ عرشه الآن.. ونتابع النسج وما أجملها خيوط النور عندما تُنسج؟
وما أجملها من كلمة (مقاومون).. نقرؤها ثقافةً, تشرقُ شموسنا من عمق نورها, من دساتير نُبلها, تشرقُ وضاءة الملامح, تشبه فلسفات النُبل التاريخي الإنساني.. تلك الثقافة التي كُتبت ببندقية الأجداد, ومازالت البنادق تُسطّر أبهى عناوينها, تسطر المنطق البطولي وبعض مناهجه..
تلك الثقافة التي تقول: شمّاء هي القمم, تتعالى بشموخهم, بثقافتهم, تتعالى ونتوارث حكايات المجد, رواياته نكتبها.. تتجسّد وكأنها صرخة البطولة, وكأنها عنفوان الحديث إذ تحدّثوا به العظماء..
تحدّثوا في مبتدأ الكلام ومُنتهاه, تحدّثوا وقتاً يُضاف إلى أحقيّة وجودنا المُتجذّر منذُ بداية الحكاية ومُنتهى عصفها الماضي والآتي..
مقاومون.. نقولها وبفصاحة الحبر الأحمر نكتبُ, نُشعل الأزمنة كُلّها صوتاً يُجلجل في أحقية الأدب المقاوم وفي تباشير إعجازه الجاد, ولحنّه المنتمي حيث كل قصيدة كُتبت هناك..
وجاد فرسانها عندما شكلّوا نطقُ أحرفها, وصاغوا ترتيبات تستلزم وجود الفعل البطولي بين كُلِّ سطرٍ وآخر.. بين كل ّ شبرٍ تحرر بفضل جيشنا العظيم.. بين ذاك الشيء الأعظم من التجلي.. والذي يُسمّى في أقدس ما يُسمّى «مقاومون»..
منال محمد يوسف
التاريخ: الثلاثاء 9-4-2019
رقم العدد : 16952

آخر الأخبار
المعتقل صفراوي عالج جراح رفاقه في سجن صيدنايا وأنقذ الكثيرين "حركة بلا بركة" تفقد واقع عمل مديريات "التجارة الداخلية" في اللاذقية خسارة ثالثة على التوالي لميلان تكثيف الرقابة التموينية بطرطوس.. ومعارض بأسعار مخفضة برشلونة يستعيد صدارة الليغا باحث اقتصادي لـ"الثورة": لا نملك صناعة حقيقية وأولوية النهوض للتكنولوجيا شغل (الحرامات).. مبادرة لمجموعة (سما) تحويل المخلفات إلى ذهب زراعي.. الزراعة العضوية مبادرة فردية ناجحة دين ودنيا.. الشيخ العباس لـ"الثورة": الكفالة حسب حاجة المكفول الخصخصة إلى أين؟ محلل اقتصادي لـ"الثورة": مرتبطة بشكل الاقتصاد القادم المخرج نبيل المالح يُخربش بأعماله على جدران الحياة "الابن السيئ" فيلم وثائقي جسّد حكاية وطن استبيح لعقود دورة النصر السلوية.. ناشئو الأهلي أولاً والناشئات للنهائي كرة اليد بين أخطاء الماضي والانطلاقة المستقبلية سلتنا تحافظ على تصنيفها دولياً الأخضر السعودي يخسر كأس آسيا للشباب دوبلانتيس يُحطّم رقمه القياس رعاية طبية وعمليات جراحية مجاناً.. "الصحة" تطلق حملة "أم الشهيد" ليست للفقراء فقط.. "البالة" أسعار تناسب الجميع وبسطاتها تفترش أرصفة طرطوس