يبدو أن خطوات إعادة الاعمار في سورية بدأت بالتسارع من خلال تهيئة البنى الأساسية واتخاذ الإجراءات اللوجستية لإطلاق هذه المرحلة، ويعد العقد المزمع إبرامه مع شركة ستروي ترانس غاز الروسية لتطوير وتوسيع مرفأ طرطوس من الخطوات الهامة جدا في هذه المرحلة، حيث ستتولى الشركة المتعاقدة بموجبه وعلى نفقتها توسيع المرفأ وتجهيزه بأحدث التكنولوجيا والمعدات ليكون جاهزا لاستقبال كافة أنواع السفن من كل الأحجام وبأعداد كبيرة بما يؤهله ليس فقط لاستقبال وتصدير احتياجات سورية بل لكل احتياجات دول الجوار.
هذا النوع من العقود دأبت معظم دول العالم في الاعتماد عليه وهو أهم نموذج لتحقيق التنمية وتأهيل البنى التحتية دون تحميل موازنات الدول أي أعباء كونها بالأساس غير قادرة على التمويل، كما يعتبر هذا النوع من العقود من أهم أنواع الاستثمار لما يرتبه من توظيف أموال في مجالات مفيدة وتأمين فرص عمل لآلاف العمال عوضا عن إدارة المرافق الاقتصادية بعقلية مرنة بما يخلصها من البيروقراطية والروتين.
إن تطوير وتوسيع المرفأ من شركة روسية مشهود لها في سورية من خلال تنفيذها لأهم المشاريع في سورية مثل خط الغاز العربي ومعمل غاز جنوب المنطقة الوسطى الذي ينتج سبعة ملايين متر مكعب من الغاز يوميا ومعمل الغاز في توينان ينتج اليوم حوالي مليون وأربعمئة ألف متر مكعب من الغاز يوميا وسيدخل الخدمة بكامل طاقته خلال أشهر وغير ذلك من المشاريع، إن ذلك سيساهم بشكل كبير برفد الخزينة بعائدات كبيرة هي حصة الدولة السورية من عقد الاستثمار، عدا عن أن هذا الاستثمار سيعيد المرفأ إلى الدولة السورية في نهاية العقد مجهزا بأحدث التكنولوجيا.
ان استخدام مصطلح تأجير لهذا العقد فيه سوء فهم لأنه لا يصح اقتصاديا ولا يتوافق مع مقتضيات المصلحة العامة ولا مع سمعة الشركة التي لم تغادر البلد طيلة فترة الحرب وهذا يسجل لها.
العقد مع الشركة الروسية ينسجم مع توجه الدولة السورية للشراكة مع الأصدقاء على أسس سيادية وهو استكمال للدور الروسي في دعم سورية لمواجهة الدول الراعية للإرهاب وأدواتها بإطار قانوني معمول به في كافة دول العالم.
على الملأ
معد عيسى
التاريخ: الثلاثاء 23-4-2019
رقم العدد : 16962
السابق