تصعيد عدواني جديد تلجأ إليه إدارة ترامب على رأس منظومة الإرهاب التي تتزعمها، لقطع الطريق على انتصارات الدولة السورية المنجزة في السياسة والميدان، حيث تبدو سياسة البلطجة الاقتصادية التي تتبعها واشنطن اليوم، انعكاس مباشر لفشل مخططاتها العدوانية طيلة سنوات الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية، ورسالة إرهابية جديدة لوضع المزيد من العراقيل أمام أي حلول سياسية محتملة، لا سيما وأن الإجراءات الاقتصادية القسرية غير المسبوقة تستبق الجولة الثانية عشر من محادثات «آستنة» المقررة يوم غد.
الجعبة الأميركية تنضح بالكثير من أساليب العربدة لمحاولة توظيفها سياسياً، بدءاً من مواصلة دعمها للتنظيمات الإرهابية، والعمل على تعويم مرتزقتها من «قسد» كذراع بري يساعد على تثبيت مخططها التقسيمي على الأرض، مروراً بالمتاجرة بحياة المدنيين الذين تحتجزهم في مخيم الركبان، ووصولاً إلى سياسة العقوبات والحصار التي باتت تتصدر قاموسها الإرهابي، وكلها تصب في خانة تأجيج الأوضاع ومنع أي حل سياسي ينهي معاناة السوريين من الإرهاب وآثار العدوان المتواصل بأشكال وعناوين مختلفة.
وعشية محادثات آستنة المترافقة مع هذا التصعيد، تبرز عدة تساؤلات حول جدية الأطراف الراعية للإرهاب، في العمل على إيجاد حل سياسي، والكف عن ارتكاب الجرائم بحق السوريين، حيث يعمد الأميركي الذي يقود دفة العدوان لتصويب سهامه المسمومة نحو أي بادرة أو جهد دولي يرمي لإيجاد حل سياسي، لأنه غير معني في الأصل بأي حل لا يحقق أطماعه التي عجز عن تحقيقها في الميدان، ومع وجود النظام التركي كطرف ضامن للمجموعات الإرهابية يصعب التكهن بمدى التزامه بأي تعهدات قد تفرزها جولة المحادثات الجديدة، خاصة وأنه ينقلب في كل مرة على الاتفاقات ذات الصلة، وتزداد حدة تورمه السياسي، ويزداد تعطشاً لتحقيق أطماعه التوسعية عبر الإرهاب الذي يرفض النزول عن سرجه حتى اليوم.
جولة آستنة الجديدة، من المؤكد أنها ستكشف مدى استعداد رعاة الإرهاب لإعادة مقارباتهم في التعاطي مع الأزمة، رغم أن رسائل أولئك الرعاة تبدو واضحة لجهة رفضهم الحلول السياسية، وهذا يبدو أكثر وضوحاً من خلال الإيعاز للتنظيمات الإرهابية لمواصلة إجرامها بحق الشعب السوري، سواء عبر تكثيف الهجمات ضد مواقع ونقاط الجيش في منطقة خفض التصعيد، أم من خلال استهداف الأحياء السكنية بقذائف الحقد والغدر.
ناصر منذر
التاريخ: الأربعاء 24-4-2019
الرقم: 16963