سترحلون رغم أنوفكم..

يخطئ الأميركي كثيراً إذا توهم أن تواجده غير الشرعي، وجرائمه ومجازر إرهابييه بحق المدنيين وبناهم التحتية في سورية، يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية، أو أنها يمكن أن تمر دون حساب أو عقاب.
وبناء عليه لا يعنينا على الإطلاق ما قاله قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي، بأن خفض عدد قواته المحتلة في سورية سيتم بحذر وعلى المدى الطويل، لأن المؤكد لدينا بأن مسألة تحرير كامل الجغرافيا السورية من دنس الإرهابيين والمعتدين الغزاة مسألة وقت ليس إلا، وستتم بهمة حماة الديار، وبتضحياتهم التي لا تقدر بثمن، وباستبسالهم في أرض المعركة، وليست رهينة أو محكومة بأهواء المحتل الأميركي ومزاجيته العدوانية، يقررها متى يرغب، وبالآلية التي يشاء، فلن يصح إلا الصحيح في نهاية المطاف.
جرائم التحالف الأميركي في الجزيرة السورية، وخروقات الإرهابيين في مناطق خفض التصعيد، وقذائفهم الصاروخية على مصياف والسقيلبية وريف حلب، وكذلك جرائم ميليشيات قسد وإطلاقهم للرصاص الحي على الأهالي المطالبين بطردهم من ريف دير الزور، كلها جرائم حرب موصوفة يستثمرها الأميركي كورقة ضغط وابتزاز، وهي موثقة وبلغة الأرقام، لذلك لم يعد هناك أي مجال أمام ترامب على الإطلاق للمناورة أو المداورة أو الإنكار.
في مدينة الرقة وحدها على سبيل الذكر لا الحصر تسببت غارات التحالف الأميركي حتى الآن، باستشهاد عشرات آلاف المدنيين، بينهم المئات من الأطفال والنساء، وهو وإن تعمد تقليل أعداد ضحاياه إلا أن أكاذيبه هذه تفندها معطيات الميدان، فلا يمكن لأي كان أن ينسى ما خلفه تحالف ترامب العدواني من خسائر في الأرواح والممتلكات ليس في الرقة فحسب، وإنما أيضاً في الباغوز والسوسة وهجين بريف دير الزور، عندما استخدم الفوسفور الأبيض المحرم دولياً في استهدافه للمدنيين الأبرياء.
والمضحك اليوم أن الغرب الأميركي، وتحديداً البريطاني يعاود العزف على وتر ما سماه بخلايا التماسيح الداعشية، والتي حسب زعمه ستنفذ هجمات إرهابية في بريطانيا وأوروبا، متناسياً بأن أكاذيبه هذه لم تنطلِ علينا في السابق لتنطلي اليوم، فهو من أوجد داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، وهو من ألقى له بالمؤن والذخائر من المروحيات العسكرية، وهو من سارع لإنقاذ إرهابييه وأجلاهم من الأراضي السورية إلى مناطق أكثر أمناً، وهو من يرسم له تحركاته، ومناطق تمدده وانتشاره، وهو من صادق على مبايعة خليفة الخرافة البغدادي ليكون سيفه الخشبي في المنطقة، وهو وإن نفذ هذه التهديدات -أي داعش- فهو يسير وفق أجندات مشغليه الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين لا أكثر ولا أقل.
وبعد كل هذه الحقائق أما كفى كذباً أيها الأميركي؟!.
ريم صالح

 

التاريخ: الأربعاء 1-5-2019
رقم العدد : 16968

آخر الأخبار
طاقات وطنية تشرق في ختام معرض إعادة إعمار سوريا  "عبر الأطلسي "  تطلق " استعادة الأمل" .. دعم النظام الصحي في سوريا   " التأمينات " : نعمل على تطوير منظومة الحماية الاجتماعية   هل ينقذ الشرع سوريا من الفساد؟ حفر وتأهيل عشرات آبار مياه الشرب في درعا  كيف ستؤثر التعرفة الكهربائية على مخرجات الإنتاج الزراعي؟ بعد توقف لسنوات.. مستشفى كفر بطنا ينبض بالحياة من جديد مستثمرون: سوريا أرض الفرص والاستثمار مشاركة عربية ودولية فاعلة في"إعادة إعمار سوريا" بشراكات مستدامة ما لم تقله "رويترز".. الشرع يضبط الإيقاع داخل الدولة بلا استثناءات الرئيس الشرع يكافح الفساد ويطبق القانون على الجميع دون استثناء اجتماع باب الهوى ".. المحسوبيات والمصالح لا تبني دولة قوية البرلمان السوري.. حجر الأساس في بناء سوريا الجديدة ماهر المجذوب يعود إلى دمشق بمبادرة رائدة للكشف المبكر عن التوحد يد سعودية تبني.. ورؤية عربية موحدة: إعمار سوريا يبدأ من هنا بعد رفع تعرفة الكهرباء.. هل ستتحسن التغذية؟   بيع الكهرباء بأسعار منخفضة يشل قدرتها على التطوير والصيانة       عصمت عبسي: العشائر ترفض قسد وتطالب بالعودة إلى كنف الدولة    من الرهان إلى النهضة   دمشق تنام مبكرا.. فهل تنجح في إعادة هيكلة ليلها التجاري؟