تسابق منظومة العدوان الزمن لتحصيل مكاسب إضافية من حربها الإرهابية المسعورة على الشعب السوري، ويتفرد شريكا الإرهاب الأميركي والتركي نيابة عن أقطاب جوقة التآمر بالتصعيد المتعمد لمحاولة تكريس الوجود الإرهابي في إدلب والتنف والجزيرة السورية، وفرضه كأمر واقع يتماشى مع مشروع التقسيم المعد لسورية بما يتناسب مع أوهام حماية الكيان الصهيوني، باعتبار سورية رأس الهرم المقاوم للمشاريع والمخططات الصهيوأميركية التي تستهدف المنطقة برمتها.
إرهابيو أردوغان يتولون مهمة التصعيد في إدلب بأوامر مباشرة من ضامنهم التركي، مستغلين المهل الزمنية التي منحتها الدولة السورية منعاً لحقن الدماء، ويستثمرون أيضاً الدعم الأميركي والأوروبي في التحضير لهجمات كيميائية تكون ذريعة لأي عدوان أميركي بريطاني فرنسي جديد، لقطع الطريق أمام الجيش العربي السوري في استكمال مهمته في القضاء على إرهابيي (النصرة)،الجاري تعديلهم أميركيا ليكونوا (معارضة معتدلة)، ويتم تعويمهم على طاولات الحل السياسي، وبالتالي نسف كل ما تم التوصل إليه في محادثات آستنة، و اتفاق (خفض التصعيد)، بهدف إعادة إحياء جثة (جنيف) الهامدة، والمفصلة على مقاس أطماع الدول الراعية للإرهاب.
مرتزقة (قسد) لا ينفصل دورهم الوظيفي أيضاً عن مخطط مشغلهم الأميركي، رغم إدراكهم بأنهم باتوا بضاعة فاسدة تزكم أنوف أهالي الجزيرة السورية، ولم يتوانوا عن أخذ دور داعش في ارتكاب الجرائم بحق سكان تلك المنطقة، عبر تصويب نيران أسلحتهم عشوائياً باتجاه المنتفضين ضدهم، والمطالبين بطردهم، فهم ما زالوا يتوهمون تحقيق أوهامهم الانفصالية تحت الحماية الأميركية والغربية، غير مدركين بعد بأنهم مجرد وقود للمخطط الأميركي، وستنتهي فترة صلاحيتهم فور تسليم مشغليهم بهزيمة مشروعهم الآيل للسقوط، بفعل إصرار الدولة السورية على استعادة كل شبر محتل من أراضيها، سواء من التنظيمات الإرهابية، أو من أي قوة أجنبية غازية ومحتلة.
أميركا المتورمة بفائض القوة والغطرسة، تدرك جيداً بأنها عجزت عن تحقيق أجنداتها المرسومة من خلال حربها الإرهابية حتى اليوم، ولم تفلح سوى بقتل آلاف المدنيين، وتدمير البنى التحتية من مصانع ومنشآت وجسور، ولذلك تتمترس خلف إرهابييها في التنف والركبان، ووراء مرتزقتها(قسد) في الجزيرة السورية، لتكريس احتلالها لتلك المناطق، وتشن حرباً اقتصادية شعواء، ربما تكون الأخيرة في جعبتها، ولكنها لم تستطع النيل من صمود السوريين، أو التغيير في معادلات الميدان، ولن يكون في مقدورها مع أدواتها مجتمعة أن تحقق في السياسة والإرهاب الاقتصادي والبلطجة الدولية، ماعجزت عنه في الميدان، فإرادة السوريين كفيلة بدحر كل مخططات الأعداء.
ناصر منذر
التاريخ: الأربعاء 1-5-2019
رقم العدد : 16968