فليكن مجزياً

تمنيت أن يكون سعر شراء كيلوغرام القمح من الفلاحين السوريين هذه السنة مجزياً، ولقد تابعت كل الحراك الخاص بالحبوب وقد امتد أسبوع بدءاً من إصدار السيد الرئيس بشار الأسد القانون رقم (١١) القاضي بإحداث -السورية للحبوب – مروراً بمؤتمر الحبوب برئاسة السيد رئيس مجلس الوزراء الذي شدد على حصاد كل سنبلة واستجرار كل حبة قمح أو شعير، وأقر سلفة بـ ٢٥ مليار ل.س للمصرف الزراعي، لتسديد مستحقات المنتجين خلال ٢٤ ساعة من استلام محصولهم – وهذه أمنية قديمة غالية على قلب كل فلاح، وفِي وقت لاحق تقرر تخصيص (٤٠٠) مليار ل.س لشراء المحصول وتوفير مستلزماته ما يؤكد أن الإنتاج وفير في العام الحالي، وتنتظر سورية مثل هذا الإنتاج الوفير منذ ثماني سنوات على الأقل، إذ حتى في سنوات الإنتاج الجيد لم تقو الدولة على شراء كامل الإنتاج بسبب الحرب، وكان الإرهابيون يعتدون على الصوامع والمستودعات ويحرقون ما تشتريه الدولة من قمح في سابقة لم تعرفها كل الحروب في العالم…!
نفذت خطة الزراعة لهذه السنة بإقبال حماسي نظراً لما حبيت به سورية من مطر وفير لم تعرف مثله منذ ٢٠ سنة، ما جعل الأرض البعلية قابلة للعطاء كالمروية وتلك حالة تتكرر مرة كل ٣-٥ سنوات، لكن تقديرات الإنتاج لم تعلن بشكل كامل بعد بانتظار العينة الحقلية الميدانية، لكن رقماً ورد من الحسكة مبشر، فهي الأكبر إنتاجاً وقد توقعت مديرية الزراعة هناك أن يصل الإنتاج إلى مليون طن، فإذا ما أضفنا حلب ودير الزور والرقة وحمص وحماة قد يرتفع الرقم إلى ثلاثة ملايين طن على الأقل. أي ضعف ما نستهلك حالياً، ولقد جرت العادة أن يحتفظ الفلاحون بثلث الإنتاج لزوم الاستهلاك المنزلي، فإذا ما استلمت السورية للحبوب مليوني طن في هذه السنة، نكون قد عبرنا إلى الاقتصاد القوي ووفرنا مئات ملايين الدولارات المخصصة لاستيراد القمح.
إنها لجبهة اقتصادية مهمة جداً تحتاج إلى كفاح يماثل في بأسه ما ينجزه جنودنا الأشاوس على جبهات القتال لحماية سورية، ولقد تابعت في بداية التسعينات – فورة إنتاج القمح في سورية – إذ ارتفع الإنتاج إلى ثلاثة ملايين طن وتصاعد إلى أربعة وكنا الدولة العربية الوحيدة التي تصدر القمح، وكان سر تلك المأثورة في جزء مهم منه السعر المجزي. ارتقى إنتاجنا مع زيادة أسعار الشراء فغدت ضعف السعر العالمي ما متن اقتصادنا وأغنى فلاحينا بعدما كانوا رمزاً لشظف العيش عندما كان كيلوغرام القمح بالقروش، ما جعلهم فريسة عامل طرد قوي من الريف إلى المدينة.
كرم الطبيعة اكتمل برفع أسعار شراء القمح من ١٧٥ ل.س للكغ الواحد في العام الماضي، إلى ١٨٥ ل.س في العام الحالي، فكان السعر مجزياً، وأتوقع أن يساهم في شراء محصول ضخم علماً أن أحداً لا يقوى على ذلك إلا السورية للحبوب بوصفها قطاعاً عاماً خبيراً ويملك بنى تحتية ملائمة ويعتمد على عاملين مهرة لإنجاز هذ المهمة الكبرى في ستين يوماً هي مدة الحصاد والتحميل إلى مراكز الاستلام، ما يعني انتعاشاً لاقتصادنا وازدهاراً لحياتنا اليومية.
أروقة محلية
ميشيل خياط
التاريخ: الخميس 2-5-2019
رقم العدد : 16969

آخر الأخبار
2050 حصة من الأضاحي لأهالي ريف دمشق الغربي "أطباء درعا" تقدم الأضاحي عن أرواح شهداء الثورة   التربية تشدد على التنسيق والتأمين الكامل لنجاح امتحانات2025 ضخ المياه إلى شارع بغداد بعد إصلاح الأعطال الطارئة أعطال كهربائية في الشيخ بدر.. وورش الطوارئ تباشر بالإصلاحات الجولات الرقابية في ريف دمشق مستمرة لا قضيّة ضد مجهول.. وعيونهم لا تنام الأدفنتست" تعلن بدء مشروع "تعزيز سبل العيش" في درعا "تاريخ كفر بطنا ".. خربوطلي : من أقبية الفروع الأمنية بدأت رحلتي  نيويورك تايمز: المقاتلون الأجانب بين تقدير الثورة ومخاوف الغرب سوريا تستعد للعودة إلى نظام "سويفت" بعد عزلتها المالية مفوضية اللاجئين تُعلن وقف دعم اللاجئين السوريين في لبنان الخير يعم بصفاء النفوس أجواء العيد.. إشراقة فرح تتحدى الظروف الوزيرة قبوات عن حادثة حماة: حماية الطفل مسؤولية وواجب وطني العيد قيمة روحية وإنسانية شكوى طبيبة في حلب تُقابل بتحقيق مسؤول واستجابة فورية حلب.. توثيق العلاقات بين المدن السورية واليونانية تعنيف طفل على يد قريب في حماة يفتح ملف العنف الأسري الداخلية السورية تُنظّم زيارات للموقوفين وتُخفف معاناة الأسر