في ظل كل المتغيرات التي تعتلي مشهد الأحداث في سورية والتي تخوض غمارها معظم دول التدخل غير المشروع في شؤونها، وتقلبات تلك الدول بين التصريحات ونقيضها.. يبقى ثابت واحد تسير عليه الدولة السورية في تعاطيها مع تلك المشاهد على اختلاف تصوراتها رافضة كل محاولات الغرب وأتباعه.
فلا تكاد الدول المعادية لسورية أن تخرج بتصريح أو فعل يتعلق بالأحداث الجارية في سورية إلا وتلجأ لنقيضه على وجه السرعة، في اشارة واضحة على تخبطها وضعف منظورها الحسي والادراكي والعملي، فهي ما زالت تعيش منذ بداية الأحداث المفتعلة في سورية أزمة التقلبات «إذا صح التعبير».
وإذا ما أردنا التنويه لتلك التقلبات فالقائمة تطول، وكمثال على ذلك الانسحاب الأميركي المزعوم من سورية، ومن ثم تبديل مواقف واشنطن انطلاقاً من مصالحها الاستعمارية، أيضاً السعي التركي لدعم الإرهاب بكل المقاييس في رحلة البحث عن أوهامه العثمانية التوسعية، على عكس ما يصرح به داخل آستنة وخارجها، وكذلك ما تقوم به فرنسا وبريطانيا ومشيخات آل سعود وقطر وغيرهم الكثير ممن ساروا على نفس المنوال.
وليس مستبعداً أن يكون ظهور زعيم تنظيم «داعش» الارهابي، هو محاولة أميركية لإعادة رص صفوف التنظيم الإرهابي، ما يؤكد مجدداً تلك المحاولات العبثية من قبل واشنطن، ويدحض كذبة القضاء على «داعش» التي تحاول أن تروج له واشنطن ومرتزقتها.
بصرف النظر عن النيات التي تدور حول تلك القرارات التي لا يعلم بها سوى منتجوها.. فأميركا ومعها تركيا وكل محور العدوان على سورية سيؤدون في المراحل القادمة مزيدا من السلوكيات القائمة على التخريب وطرح المزيد من نماذج التجريب.
أما على المقلب الآخر فالجيش العربي السوري يرسل المزيد من التعزيزات العسكرية إلى الجبهات وخاصة الريف الشمالي والغربي لمدينة حماة وأرياف إدلب، فإضافة لما تشكله تلك التعزيزات من تصعيد كبير في المنطقة وعودة ملف إدلب الى واجهت الأحداث من جديد، وكأن المعركة قد بدأت بالنضوج، فهو يدل ويؤكد بأن الدولة السورية تدير الأزمة المفتعلة ضمن ثوابت لا يمكن الرجوع عنها ولا تغييرها.. فواثق الخطا يمشي ملكاً.
ادمون الشدايدة
التاريخ: الجمعة 3-5-2019
الرقم: 16970