هل طاروا على بساط الريح؟! أم إن طاقية الإخفاء هي من مكنت إرهابيي داعش من الفرار من الأراضي السورية، والهبوط هكذا وفجأة، ودون أي مقدمات، وبين ليلة وضحاها في سريلانكا وفي ليبيا؟!.
أم انهم تبخروا بمعية مشغلهم الأميركي، وربما بغطاء مباشر من ضامنهم العثماني، وعلى الأرجح بمروحيات هذا أو ذاك العسكرية؟!، ولا سيما إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن المناطق التي يتواجد فيها الدواعش في سورية أصلاً، هي نفسها تلك المناطق التي تتمركز فيها قواعد الاحتلال الأمريكية والتركية، وأيضاً التي تصول وتجول فيها قوات الاحتلال غير الشرعية.
كل ما يجري يعري الإدارة الأمريكية، ويدينها أكثر وأكثر، فلماذا لم تقبض على البغدادي حتى الآن، وهي من كانت تحدد على الدوام في أي منطقة جغرافية يقبع، وفي أي مسكن يتواجد؟، بل وكيف فرَّ إرهابيو التنظيم، وخرجوا إلى البلدان المجاورة وحتى البعيدة؟، من موَّلهم؟، ومن سمح لهم بالخروج؟ أوليس الأمريكي وبمباركته وضمن أجنداته المرسومة؟.
مشغلو خليفة الخرافة البغدادي أمروه بالظهور ليعيدوا استثماره وتنظيمه من جديد، فخرج من جحره الذي اختبأ فيه لسنوات، وبدأ يتلو ما أُملي عليه، هو تحدث مؤخراً عن ليبيا والجزائر ومصر والسودان وسريلانكا ونيوزيلاندا ومالي وبوركينا فاسو، وأكد أن هجمات تنظيمه البائد والمهزوم في سورية، ستمتد إلى أقاصي الأرض، ولن تستثني أحداً في آسيا الوسطى، ووسط إفريقيا، وحتى في أوروبا، متوهماً هو والأمريكي الذي أوجده أن هذه الخديعة الهوليودية قد تنطلي على شعوب المنطقة، ولا سيما إذا ترافقت بهجمات على قوات الجيش الليبي في مدينة سبها، أو تزامنت مع عمليات إرهابية ضربت كولومبو، أو باكتشاف وكر ضخم للتنظيم في بلدة كاتانكودي السريلانكية.
البغدادي وإن ظهر فهو لا يعدو عن كونه دمية تحرك يمنة ويسرى، وفق ما يرتأي سيدها الأمريكي، أما إحداثيات العمليات والهجمات الإرهابية التي وقعت، أو التي على وشك الوقوع، فهي الأخرى لا تعدو عن كونها حلقة من سيناريو أمريكي معروف المقاصد والغايات.
الجنرال الأمريكي ويسلي كلارك قال على الـ (سي إن إن) إن واشنطن وحلفاءها هم من صنعوا داعش، الأمر الذي سبق وأكدته أيضاً وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، وأكده كذلك الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، وبعد سيل الحقائق هذا والذي لا ينضب، هل هناك من يحتاج إلى المزيد من الأدلة، ليتبين بأن الولايات المتحدة هي بيت الداء الإرهابي والابتلاء العدواني، وبأنها موجد الإرهاب وراعيه والمستثمر فيه؟.
ريم صالح
التاريخ: الأربعاء 8-5-2019
رقم العدد : 16972