العنف في المدرسة أو ما يطلق علية البعض «بالتنمر» هو :أسلوب من أساليب العنف التي تؤذي الأطفال في المدرسة من قبل أصدقائهم أومن بعض الطلبة الموجودين بالمدرسة،وله عدة أشكال فالضرب مثلا أو الأذى الجسدي نوع والأذى النفسي الذي يحَمل الطفل على كره المدرسة نوع آخر والشتائم مثلا يسمى بالعنف اللفظي ، وباعتبار الغذاء هو المسؤول الأكبر عن الاضطرابات في سلوك الأطفال حسب علماء النفس والاجتماع والتي من أهمها الإفراط في النشاط وعدم التركيز، فقد كان العلاج الغذائي هو احد الحلول المثلى لهذه المشاكل السلوكية التي يمكن أن تكون خطيرة، إذ تتحول إلى العنف في كثير من الحالات،وتلك الأمور وغيرها كانت من أبرز المحاور التي شملتها ورشة العمل التي أقامتها مدرسة كوكب في ريف دمشق مؤخرا. بعنوان «العنف_والغذاء الصحي «في البداية تحدثت الباحثة زهره البرقاوي عن طبيعة الغذاء وأهميتها وخاصة وجبة الإفطار والتي تنعكس بشكل سلبي على أداء المخ في حال إهمالها أو عدم تناولها ،
بحيث لا ترتبط جودة وجبة الإفطار بالضرورة بالكمية، ولكن بنوعية الطعام الذي يجب أن يكون طازجا وغنيا بالمواد التي يحتاجها الجسم كأن تكون لبنه أو بيضه مثلا، وفي حال كان الطفل غير ميال لتناول الوجبة الغذائية لسبب ما على الأم أن تقوم بابتكار أساليب تجعل الطفل يقبل على تناول الأغذية المقدمة بطيب خاطر كتقطيع الخضار أو الفاكهة بأشكال محببة للطفل أو بشكل مثير وجذاب /تأثير بصري محبب/بحيث يجعله يقبل على الطعام بشهية ٍبدورها السيدة ميادة عمايري مديرة المدرسة فقد أشارت :إلى أن موضوع الغذاء الصحي للطلبة هام جدا على أدائهم المدرسي بشكل ينعكس مباشرة على مستوى التحصيل إضافة إلى أن الغذاء غير الصحي يزيد من أشكال العنف لديهم والذي له عدة أشكال وآثار تنعكس عليه وعلى البيئة المحيطة به وهذا العنف هو سلوك قابل للتعديل في حال تم معرفة منشأه، وطريقة علاجه تتوقف على مدى التعاون بين الأهل والمدرسة ، وهنا للمدرسة دور في حماية الطفل وأقرانه من أي مكروه قد يصيبهم داخل المدرسة ، بدورها معلمة الصف الثالث أشارت إلى أن من واجب الأم التعاون مع المعلمة بتوجيه الطالب عند الغلط أو التصرف الخاطئ وبأسلوب تربوي وتعديل هذا السلوك ببدائل غير العقاب كالحرمان من أشياء محببة له فان لم يرتدع يتم التدرج بالعقوبة وبأساليب تربوية متفاوتة ليعود الطالب إلى رشده ،وهنا ذكرت بان على الأهل عند تعرض طفلهم للعنف من قبل أقرانه عدم الطلب منه رد الصاع وإنما التوجه للمربية والتعاون معها لرد الإساءة التي تعرض لها وضرورة حماية الطفل من أي عنف يتعرض له والعمل على توجيهه لحماية نفسه في كل مكان يتواجد به .
دراسات
وفي هذه الورشة تم استعراض بعض الدراسات العلمية التي أوضحت : إلى أن الأهل قادرين على حماية أطفالهم من خلال تناول طعام عالي القيمة الغذائية لحمايتهم من بعض ما يتعرضون له فعلى سبيل المثال فإن « من أسباب انخفاض نسبة الذكاء والذي يؤدي إلى سلوك غير اجتماعي هو سوء التغذية»، كما كشفت دراسات «إلى أن الطفل العدواني يحتاج إلى الخضراوات الطازجة والليمون وكذلك فإن فاقد التركيز وضعيف الذاكرة والذي يعاني سوء التغذية والأنيميا والاضطرابات المعوية وعسر الهضم والعصبي يحتاج إلى العسل/عسل النحل / ،كما بينت الدراسه على أن هناك علاقة بين تناول حمض الفوليك الطبيعي والأداء المدرسي للتلاميذ في المدارس مما يؤثر على علاقاتهم المدرسية ومن المعروف أن الفوليك الطبيعي يتواجد في الخضار والفاكهة والعصير والخبز بالحبوب الكاملة والكبد ،أما بالنسبة للطفل النحيف وعصبي المزاج والذي لا يهتم بأوقات محددة لتناول الطعام فيحتاج إلى برامج رياضية تعمل على فتح شهيته وتعديل مزاجه إلى جانب الإستعانه بالمكملات الغذائية التي تحتوي على الفيتامينات والخميرة ، وللمحافظة على وزن الطفل في درجة مثالية ووقايته من الزهايمر فإن لتناول الخضراوات وخاصة السبانخ والقرنبيط والبر وكلي مع ممارسة نشاط ذهني نتائج جيدة، كما لا يمكن استبعاد الأحماض الذهنية أو الميجا 3مع الزنك والحديد والفيتامينات أ_ب_ج لفوائدها الصحية ، وكذلك فان الابتعاد عن الوجبات السريعة والأطعمة الصناعية فائدة في الحد من المعاناة لمشاكل تتعلق بالصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق، وكذلك تمت الإشارة إلى أن بعض الدراسات قد ربطت بين السلوك العدواني لدى الصبية والأحداث بنوعية ما يتناولونه من طعام وشراب فالطعام وما يحتويه من مركبات يترك في الجسم ملايين التفاعلات التي تحدد سلوك الإنسان ،وعلى ذلك فإن على الأمهات أن يقمن بتغير نوع الأطعمة التي يقدمونها لأطفالهن خاصة الذين يعمدُون إلى ضرب زملائهم أو إتلاف الأثاث ،وأن يقمن بتقليل الأطعمة والخضراوات المحفوظة والمشروبات الباردة على أن يستبدلنها بالخضراوات والفواكه الطازجة وعصير الفاكهة و الليمون
وقد تم عرض لوحة تمثل «الهرم الغذائي «الحصص الغذائية الصحية للأطفال وهي من عمل مجموعة من التلاميذ عبر نشاط في مشاريع المدرسة ،ضمن النشاط المدرسي التي تم إقراره من وزارة التربية كنشاط طلابي تفاعلي يربط بين المادة التعليمية التعلميه والحياة المعيشية كما هو موضح بالصورة المرفقة ،
وكما يقول أحد خبراء الجريمة : فان التغذية ليست المدخل الوحيد المسبب للجريمة ولكن المجتمع ربما لا يقدر أهميتها كمثير للسلوك العدواني والعنيف ،
وعلى ذلك فان للتنشئة الأسرية دوراً هاماً في الحد من العنف تأمين الغذاء الصحي لأبنائه وكذلك فان التكامل بين الأهل والمدرسة دور كبير وفعال في سبيل نشأة جيل غير معنف و يبقى الدور الكبير للمؤسسات المعنية بهذا الجيل كتوفير الرعاية والوقاية وسبل العيش الكريم للأهالي أولا في سبيل دعم التغذية الصحية والصحيحة لأطفالنا فمن يعاني من صعوبة في تأمين ما يسد رمقه ورمق عائلته بالحد الأدنى من المعيشة سيغمض عينيه ويقول :خليها على الله ……….
يحيى الشهابي
التاريخ: الجمعة 10-5-2019
الرقم: 16974