رغم أن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية شملت بكل ما حملته من صعوبات وتراجع القدرة الشرائية لدى غالبية الناس لا بل وجعلت الكثيرين يفقدون مصادر دخلهم، إلا أنها شكلت بالمقابل فرصة كبيرة للعديد من السيدات والشباب للتوجه نحو إقامة مشاريع خاصة بهم ربما لم تخطر على بالهم وعبرها استطاعوا مجاراة الظروف الصعبة وتأمين دخل لهم ولأسرهم يعينهم لتحمل تحديات وتبعات الحرب الكثيرة.
ومع الدعم والاحتضان الذي أظهرته الجهات الحكومية ومعها شريكها بالعمل التنموي من منظمات ومؤسسات ومبادرات لتشجيع وتنمية المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة في مختلف القطاعات الزراعية والمهنية والحرفية والصناعية، وتأمين أهم مرحلة بمراحل نجاح مثل هذه المشاريع وغيرها ونقصد هنا التمويل اتسعت مساحة هذه المشاريع والشرائح المستفيدة منها ودفعت العديد من السيدات والفتيات خاصة اللواتي فقدن المعيل وتأثرت أوضاع أسرهن بفعل الازمة لإقامة مشروعهن الخاص ضمن المنزل مستفيدات من القروض الصغيرة التي أتاحتها الدولة لتشجيع مثل هذه المبادرات .
والبداية أو الفكرة انطلقت من امتلاك السيدات لمهارات تحضير الأطعمة بمختلف أنواعها، من أكلات معروفة وصولاً للحلويات المربيات وليس انتهاء بالعمل مع مواد تفرضها مواسم نزول بعض الخضروات مثل البازيلاء والفول والبامياء وحفر الكوسا والباذنجان، وعرضها جاهزة للتفريز وهو ما جعل العديد من السيدات الأخريات خاصة العاملات للتوجه إليهن لتتطور الفكرة والمطبخ المنزلي الصغير لمطابخ أكبر وورش عمل صغيرة ، ضمت العديد من السيدات بعضها يختص كما قلنا بالأطعمة وبعضها الآخر بتفصيل الملابس وكل ما يتعلق بالعمل المهني، وتحقق الغاية أو الهدف الأهم لمثل هذه المشاريع المتناهية الصغر وهو تأمين مصدر دخل إضافي وداعم للأسرة مع كل ما تحققه من عامل استقرار وثقة للمرأة أو لكل من يؤسس مشروعه الخاص .
الإقبال الجيد على منتجات هذه المشاريع من الزبائن على أهميته يحتاج لخطط تسويقية أكبر لا يمكن توفرها بدون دعم الجهات المعنية لهذه المشاريع، سواء عبر توسيع مشاركتها في المعارض الداخلية أو الخارجية خاصة للمتميزة منها وربطهم مع المصنعين والتجار لتحقيق أكبر فائدة لهن وللمتعاملين معهن وللسوق المحلي .
هناء ديب
التاريخ: الجمعة 10-5-2019
الرقم: 16974