العكوب شوك بري بمذاق الفائدة

تجود الطبيعة السورية بالكثير الكثير، فهي غنية بكل شيء، منها ما يزرعه الإنسان، وبعضها الآخر هو هبة الطبيعة تتبدل كل فصل، ففي الشتاء ثمة ما يمكن الحديث عنه من نباتات وأعشاب غير تلك التي تكون ربيعا أو صيفا، وخريفا، واليوم مع اقتراب فصل الصيف، بدأ موسم قطاف الكثير من النباتات البرية التي تنمو بكثافة في البراري والجبال، وموسمها هذا العام وفير نظرا لغزارة الأمطار هذا العام، ومن هذه النباتات (العكوب) أو السلبين، كما يطلق عليه في بعض المناطق السورية، اليوم تراه موجودا في الكثير من الأسواق وهو مرتفع الثمن وليس سعره عاديا.
ينادي عليه باعة الخضار الدمشقيون بطريقتهم الفلكلورية المعروفة قائلين:(أبيض وبايض يا عكوب الجبل)، الذي يعتبر من أجود وألذ ما تجود به الطبيعة بشكلها العذري، حيث اكتشفه الريفيون وسكان البادية السورية قبل نحو مئة عام يظهر من التربة بجذوره ويكبر وينتشر بكثرة كلما هطلت الأمطار بغزارة، ورغم أشواكه الكثيرة قرروا اقتلاعه بطرق متنوعة لحماية أيديهم من أشواكه وبعد أن حصلوا عليه ونظفوه من الأشواك وسلقوه على النار وطبخوه مع زيت الزيتون وجدوا أنه ذو طعم طيب ومذاق لذيذ فقرروا الاستمرار بقلعه كل موسم وكل عام.
وبدأ البعض منهم يبيعه في أسواق المدن لينتشر في مطابخ دمشق وباقي المدن السورية، فيقوم السوريون بطبخه بطرق متنوعة زادت من مذاقه اللذيذ وليكتشفوا فيه ميزة مهمة أيضاً أنه بخلاف معظم الأعشاب والنباتات الطبيعية يمكن الاعتماد عليه كوجبة غذائية متكاملة على الغداء أو العشاء، ليصبح السلبين أو العكوب مع منتصف القرن العشرين من أطيب المأكولات على موائد السوريين.
وهكذا انطلقت رحلة السلبين اللذيذ ليتصدر قائمة الحشائش والأعشاب البرية الغذائية في فصل الربيع.
وحسب المهتمين والمختصين فإن السلبين ينمو في الأراضي البكر العذراء التي لم تصلها محاريث الفلاحة العادية أو الآلية مثل أراضي البادية والجبال والأراضي المنحدرة والوعرة ويظهر السلبين بنوعين الطويل والقصير وهو من نوع الأعشاب المعمرة ينمو في عدة أنواع من التربة أجودها وأفضلها التربة الحمراء والسوداء، وبالتالي يكون السلبين القادم من هاتين التربتين هو الأثمن والأجود في حين هناك سلبين يأتي من تربة رملية ينمو فيها وهي عادة تكون في مناطق البادية السورية والمنطقة الشرقية وريف الحسكة شمال شرقي دمشق.
وبعد عملية القلع ينزع السلبين مع التراب حوله ويتم جمعه في أكياس وتسويقه لمحال بيع الخضار والأعشاب (أسواق الهال) في المدن أو يباع على البسطات وعادة يقوم الباعة بتكليف عدد من النساء اللواتي يعملن بالأجرة في منازلهن بتحضير الخضار للبيع، وذلك بتنقية السلبين من التراب والأشواك ليتحول شكله إلى اللون الأبيض الناصع، حيث يباع مغلفاً وبأوزان مختلفة تبدأ من الكيلوغرام الواحد وتكون عادة أسعاره مرتفعة، خاصة في بداية موسمه.
وقد ارتفعت أسعاره جدا هذه الأعوام فبعد أن كان يباع الكيلوغرام منه وحسب جودته ما بين 100ـ 300 ليرة سورية
وصل السعر اليوم إلى أكثر من 2500 ليرة وذلك حسب وفرته، ويبدو أنه هذا العام سوف يقف عند هذا الحد، إذ كان العام الماضي بـ3000 ليرة سورية.

التاريخ: الاثنين 13-5-2019
الرقم: 16976

آخر الأخبار
الزراعة في حلب.. تحديات الواقع وآفاق الاستثمار الواعد الشرع وفيدان في واشنطن.. زيارة ثنائية متزامنة بنفس التوقيت إزالة "الفيميه" .. تعيد الجدل في شوارع حلب حين تفقد الكهرباء عقلها..معركة الطاقة تبدأ من الإدارة اتفاقيات الحبتور في سوريا نقلة نوعية نحو اقتصاد المستقبل تمويل خليجي وخبرة روسية يعيد إحياء الطاقة في سوريا معاون وزير الاقتصاد: وحدات تعبئة المياه تربح 20 مليار ليرة زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. بوابة لإعادة الإعمار والاستقرار الاقتصادي 70 بالمئة من زيوت السيارات مغشوشة إلغاء قانون قيصر.. بداية بناء المستقبل الاستثماري الصحة تفتح أبوابها لكفاءاتها و"منظمة الهجرة " شريك في العودة الشرع يلتقي الجالية السورية في واشنطن: ما الرسائل التي وجهها لمرحلة ما بعد التحرير؟ مساعدات إنسانية أردنية تصل إلى الأراضي السورية في خطوة تعكس تحولاً مفصلياً.. الرئيس الشرع يلتقي ترامب في البيت الأبيض رفع قانون قيصر بداية مرحلة جديدة بفرص استثمارية كبيرة توسع التعامل بالدولار.. هل هو خطوة مؤقتة أم خلل مستمر؟ افتتاح مركز السجل المدني في مدينة العشارة بدير الزور تراجع إنتاج فاكهة الشتاء يدخلها غرفة الإنعاش "المنزول" بحمص.. مشروعات جديدة نهاية العام التسوّل في طرطوس بين الحاجة والاحتيال