«الأوروبي» يناور بشأن الاتفاق النووي.. وألمانيا تعتبره مهماً لأمن أوروبا.. إيران تلوّح بتعليق بندين آخرين.. وروسيا والصين تؤكدان عدم شرعية العقوبات
على وقع التهديد الأميركي المتصاعد ضد إيران، ورفع سقف العقوبات الجائرة بحقها، لا يزال الاتحاد الأوروبي يناور بشأن التزامه بالاتفاق النووي، فيدعي تمسكه ببنود الاتفاق، ولكنه لم ينفذ شيئا فعليا من التزاماته بعد، وإيران في طور انتظار نفاد مهلة الـ 60 يوما التي أعطتها لدول الاتحاد لتبني على الشيء مقتضاه.
فقد أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، أن طهران ستتخذ خطوة أخرى لتعليق بعض تعهداتها ضمن الاتفاق النووي حال عدم تنفيذ الدول الأوروبية تعهداتها.
وقال كمالوندي في تصريح لقناة «العالم» الإخبارية أمس إنه في حال عدم التزام الدول الأوروبية بتعهداتها بعد انتهاء مهلة الشهرين، فإن إيران ستخطو خطوة أخرى لتعليق بعض تعهداتها ضمن الاتفاق النووي.
وأضاف أنه في المرحلة الثانية، سيكون هناك موضوعان، سنقوم بتعليق بندين آخرين، الأول هو نسبة 3.67% لتخصيب اليورانيوم، وسنقوم برفع هذه النسبة بحسب الحاجة.
وتابع المسؤول الإيراني: أما الثاني فهو مفاعل الماء الثقيل في أراك، وإن كنا نعمل على إعادة تصميمه، فإن هناك موضوع إعادة تفعيل أو تشغيل بعض المنشآت السابقة فيه، وهذه الأمور أيضا يمكن أن تكون على جدول الأعمال، الأمر الذي كان مهما للغاية بالنسبة لهم.
وشدد كمالوندي على أنه بالنسبة للفترة الزمنية، فليس هناك من يستطيع التوقع متى سيتم ذلك وهذا يتوقف على القرارات السياسية، أما من الناحية الفنية فنحن لدينا الاستعداد القيام بهذا العمل بسرعة خلال فترة قياسية.
وأكد المسؤول الإيراني على أن الأمر لا يعني «بأي حال» قيام حكومة بلاده بأعمال لاستفزاز الطرف الآخر، ولكنه تعهد بالقيام الأمور الفنية بخطوة أسرع في إطار الأهداف السلمية للملف النووي.
بموازاة ذلك شدد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والصيني وانغ يي على ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني، وأكدا عدم شرعية العقوبات الأمريكية ضد طهران، بخاصة ضد قطاعها النفطي.
وعبر وزير الخارجية الروسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصيني وانغ يي عقد أمس عقب مباحثاتهما في موسكو، عن أمله بأن يلتزم الأوروبيون بالاتفاق رغم الضغوطات الأمريكية الممارسة.
وأشار لافروف إلى أن إعلان إيران تخليها عن جزء من التزاماتها بموجب الاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة الأحادي منه، يتعلق بسقف احتياطي اليورانيوم المخصب والمياه الثقيلة التي يمكن أن تخزن في أراضيها.
وأضاف: يتضمن الاتفاق النووي بنودا واضحة تشير إلى أن تلك التزامات أخذتها إيران على عاتقها طوعا، وأنه من حق إيران إيقافها في حال عدم التزام المشاركين الآخرين بالتزاماتهم.
وتابع قائلا إن خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني) التي أقرها مجلس الأمن الدولي تضمن لإيران إمكانية تصدير نفطها إلى الأسواق العالمية دون عراقيل بحرية، لذا ستواصل روسيا مطالبة المشاركين الآخرين في الاتفاق بالوفاء بالتزاماتهم، ولا يوجد حل آخر.
إلى ذلك أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني أن الاتحاد يدعم تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران، ويريد من القوى المتنافسة تجنب أي تصعيد آخر بشأن هذه القضية.
وقالت موغيريني في تصريح صحفي أمس قبيل اجتماع لوزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا الموقعة على الاتفاق النووي: سنواصل دعمه قدر ما نستطيع بكل الوسائل وبإرادتنا السياسية.
وفي سياق متصل أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن بلاده تعتبر الاتفاق النووي الإيراني مهما لأمن أوروبا.
وقال هايكو ماس بعد وصوله إلى بروكسل لحضور جلسة مجلس الاتحاد الأوروبي، إن دول الاتحاد تتمسك بوجهة نظر واحدة فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني، وتعتبره مهما للأمن الأوروبي.
وذكر الوزير أن الاتحاد الأوروبي يعتبر هذه الاتفاقات مع طهران، بمثابة الأساس للعلاقات المستقبلية بين الجانبين. وقال: سنستمر لاحقا، في الدعوة لمواصلة العمل بالاتفاق.
وكالات – الثورة
التاريخ: الثلاثاء 14-5-2019
رقم العدد : 16977