«موضوع السيرة الذاتية موضوع شائك جداً ومفتوح, فالكثير من الباحثين نأوا بأنفسهم عن الخوض فيها فالسيرة الذاتية في مفهومها لم يتحدد بدقة حتى يومنا هذا عند النقاد والباحثين العرب أو عند النقاد والباحثين الغرب, فلم نعرف للسيرة الذاتية تعريفا جامعا للسيرة الذاتية عندما توظف روائيا..» هكذا بدأ الندوة الحوارية الدكتور رضوان قضماني في فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب بعنوان «نظرية السرد والسيرة الذاتية» سنقتطع جزءا منه:
السيرة الذاتية لم تظفر في الأدب العربي بدراسة متكاملة, سنتناول بعض الأسماء للذين أسهموا بملامح تطورها, لأن السيرة الذاتية خضعت لظروف وعوامل اقتصادية وسياسية، ويرى بعض الباحثين أن الرواية تكون أحياناً أكثر صدقاً من السيرة الذاتية، وشكلت بعض الدراسات مدخلا كدراسة شوقي ضيف والترجمات الشخصية، ومن الطبيعي أنه لو تحققت جميع شروط السيرة الذاتية وتمَّ فيها سرد الأحداث فيها بطريقة عشوائية لا يربط خيط من التسلسل الفني فإننا لا نستطيع أن نعدّ العمل سيرة ذاتية.
وأشار «قضماني» أن الدراسة مأخوذة عن «الصائد الخفي» لإبراهيم محمود, وإن السيرة الذاتية فعل انقسام الذات.
وتناول هايل الطالب الوقوف على مقاصد القراءة ولذة التلصص والسيرة الذاتية، مصطلح السيرة الذاتية مراوغ لا يمكن أن يرصد إلا ضمن روائز معينة أهمها البؤرة الذاتية أي أن ينطلق السرد من الذات، وينطلق من مصطلح السيرة الذاتية في السرد الروائي، وعلاقة هذا المصطلح بمصطلحات أخرى كالمذكرات واليوميات.
ومن مصطلحات السيرة الذاتية لدراسات سابقة بالعرض والتحليل, يستخلص منها ما يلي: بداية استعادة ذلك الماضي بأسلوب فني, يتوافق مع طبيعة الشخص بسرد منطقي حقيقي, يصل بصاحب السيرة إلى واقع حياتي كان يعيشه الفرد نفسه, إذ يتألف ظاهر المرء مع باطنه بتناغم رائع متكامل شكلاً للسيرة الذاتية، ونظراً لجمال هذا الفن, والدقة المتناهية في وصف الواقع الإنساني, ووصف ما يحيط به, وما يمور في صدره من مشاعره, ونظرا لجمالية هذا الفن.
السيرة الذاتية كتاب يروي حياة المؤلف نفسه، وهو يختلف مادة ومنهجاً عن المذكرات واليوميات وهذا لا يمنع من وجود الداخل من نوع ما.
إن توظيف السيرة الذاتية بكاملها لتكون رواية أمر مستحيل لأن السيرة موضوع صغير، يمكن أن تزخر به الرواية لكنه موضوع له حدوده ومقوماته لايمكن أن يكون رواية كما أن الرواية لا يمكن أن تكون سيرة ذاتية.
هناك إذاً علاقة للسيرة الذاتية بالرواية يصعب الفصل بينهما, فقد نجد عنصراً مفارقاً في علاقة هذا الشكل بالشكل الآخر لكن الحدود الفاصلة قد لا تبدو مطلقة ونهائية, وعلى الرغم من أن النظرية الأدبية تبيح التداخل ما بين الأجناس الأدبية، فإن العلاقة ما بين السيرة الذاتية والرواية أكثر التباساً, فكثيراً ماينظر إلى الرواية على أنها سيرة ذاتية..
سلوى الديب
التاريخ: الأربعاء 15-5-2019
الرقم: 16978