الإرهاب الأميركي وجرائم الجنود الأميركيين خارج أميركا في قائمة الإفلات من المحاسبة، حيث تسعى إدارة بلادهم لعدم معاقبتهم بل العفو عنهم، للاستعانة بهم في مهمات خارجية جديدة مستقبلاً، وكي لا تفقد عداد جنودها الذين هي بحاجة لهم من أجل عملياتها الاحتلالية المتسلسلة حول العالم.
وفي هذا السياق، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستعد للعفو عن عدد من العسكريين الأميركيين المتهمين أو المدانين بارتكاب جرائم حرب في العراق وأفغانستان.
ونقلت الصحيفة أول أمس عن مسؤولين أميركيين تأكيدهما أن إدارة ترامب طلبت من وزارة العدل الإعداد الفوري للملفات اللازمة للعفو عن هؤلاء العسكريين في «يوم الذكرى» (27 أيار) الذي تحيي فيه الولايات المتحدة ذكرى جنودها الذين قتلوا في الحروب والمعارك، وذلك على الرغم من أن عملية إعداد مثل هذه الوثائق تستغرق عادة بضعة أشهر.
وبين هؤلاء العسكريين الذين سيجري العفو عنهم ضابط العمليات الخاصة في وحدة «نافي سيلز»، إدوارد غالاغر، الذي من المقرر أن يمثل أمام القضاء في الأسابيع القليلة المقبلة بتهمة قتل مدنيين عزل وذبح أسير بسكين في العراق، وأيضاً العنصر السابق في شركة «بلاك ووتر» العسكرية الخاصة، نيكولاس سلاتين، الذي أدانته محكمة أميركية في كانون الأول الماضي بالتورط في قتل 14 مدنيا في بغداد في أيلول عام 2007م، بالإضافة إلى الضابط ماثيو غولستين المتهم بقتل مدنيين في أفغانستان، وعسكريين متهمين بالتمثيل بجثث مسلحين قتلى من حركة «طالبان».
وكان ترامب عفا في وقت سابق من الشهر الجاري عن الضابط السابق في الجيش الأميركي مايكل بيهينا المدان بقتل عراقي في عام 2008م.
في حين اعتبر النائب الجمهوري، جاستن أماش، أن ترامب انخرط في سلوك قد يستوجب عزله، ليصبح بذلك أول سياسي من حزبه يدعو لعزله.
واتهم النائب عن ولاية ميشيغان وزير العدل، وليام بار، بتضليل العامة عمداً بشأن مضمون تقرير المدّعي الخاص، روبرت مولر، المتعلق بتدخل روسيا المزعوم الداعم لفوز ترامب في انتخابات 2016م الرئاسية.
وفي تغريدات له قال: إنه لم يقرأ تقرير مولر سوى عدد قليل من أعضاء الكونغرس، مشيراً إلى أن التقرير حدد عدة أمثلة لسلوكيات تطابق جميع عناصر عرقلة سير العدالة، مضيفاً، إنه بلا شك، كان من الممكن توجيه اتهامات مبنية على هذه الأدلة لأي شخص غير الرئيس الأميركي.
وقال: بخلاف ما أظهره بار، فإن تقرير مولر يكشف أن الرئيس ترامب انخرط في أفعال محددة وبنمط من السلوك يستوفي الحد الأدنى للسلوكيات التي تستوجب العزل.
وتجاوزت تصريحات النائب الجمهوري أماش حتى تلك التي أدلت بها معظم الشخصيات الديمقراطية البارزة في الكونغرس.
بدورها، حضت النائبة الديمقراطية رشيدة طليب نظيرها الجمهوري على دعم مشروع قرار تقدمت به يدعو إلى عزل ترامب.
لكن بعض الديمقراطيين أشاروا إلى أن التقرير عرض عدة حالات قد يكون الرئيس عرقل سير العدالة من خلالها، وبين هؤلاء، السيناتورة إليزابيث وارن، وهي مرشحة لانتخابات 2020م دعت لإطلاق إجراءات عزل الرئيس، فيما حذرت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي من تحرك كهذا، باعتبــاره قد يؤدي إلى انقسامات في البلد.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأثنين 20-5-2019
رقم العدد : 16981