الوجه الأوروبي اللاإنساني يتعرى .. مئات الأوروبيين في السجون لتضامنهم مع المهاجرين !!

 

هو الوجه الأوروبي اللاإنساني، واللاحضاري، يطفو على السطح من جديد، لتتعرى كل شعارات الديمقراطية والعدالة، وليثبت للملأ أن تلك الشعارات لم ولن تكن سوى حقن مخدرة لاستغلال الشعوب، وتمرير الأجندات الأوروبية الاستعمارية في الدول السيادية، وإلا ما معنى اعتقال مئات الأوروبيين المتضامنين مع المهاجرين، وما مبرر الغرامات التي تفرض على كل أوروبي يقدم المأوى أو الطعام لأسرة مهاجرة، أو أطفال لاجئين، دفعهم إجرام البريطاني والفرنسي والأمريكي وميليشياته الإرهابية إلى ترك بلدانهم، واللجوء إلى دول الاغتراب.
هذا الكلام أكدته دراسة جديدة أعدها موقع «أوبن ديمقراطي» والذي كشف أن مئات الأشخاص في أوروبا، بمن فيهم رجال إطفاء وكهنة ومسنون، اعتقلوا أو تعرضوا لعقوبات أخرى في دولهم لتضامنهم مع المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء.
وأكدت قاعدة البيانات التي جمعها الموقع أن 250 شخصا على الأقل تعرضوا للتجريم في بلدانهم خلال السنوات الخمس الأخيرة لمنحهم مأوى وغذاء وخدمات النقل أو غير ذلك من أعمال اللطف الإنساني للمهاجرين، محذرة من أن وتيرة هذه الاعتقالات شهدت ارتفاعا حادا في الأشهر الـ18 الماضية.
وفي عام 2018، سجلت الدراسة أكثر من مئة حالة توقيف، ما يتجاوز بنحو ضعفي معدل عام 2017، واعتقل معظم هؤلاء الأشخاص لتقديمهم خدمات النقل والغذاء إلى مهاجرين لا يملكون الأوراق المطلوبة.
وبين هؤلاء الموقوفين رجل إطفاء إسباني يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 30 عاما لإنقاذه مهاجرين في البحر أمام سواحل اليونان، ومزارع فرنسي أعطى غذاء ومأوى إلى مهاجرين، وحتى سيدة دنماركية مسنة تبلغ من العمر 70 عاما فرضت عليها غرامة مالية لنقلها عائلة مهاجرين مع أطفال صغار بسيارتها.
وسجلت مثل هذه الحالات في 14 دولة أوروبية، في صدارتها إيطاليا واليونان وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا وألمانيا والدنمارك، ويعتقد أن هذه الدراسة أكثر دقة بشأن المسألة، غير أن معديها مقتنعون أن ذلك مجرد غيض من فيض والصورة الحقيقية أسوأ بكثير.
واتهمت منظمات حقوقية غير حكومية السلطات الأوروبية بقمع أفراد ومؤسسات يساعدون طالبي اللجوء والمهاجرين، مشددة على أن هذه الإجراءات انتهاك لسيادة القانون، محذرة من ارتفاع وتيرة الاعتقالات في حال تحقيق القوى اليمينية تقدما في الانتخابات المقبلة للبرلمان الأوروبي الشهر الجاري.
ودعت منظمة العفو الدولية الحكومات الأوروبية إلى وقف تجريم المدافعين عن حقوق الإنسان، مطالبة بإسقاط جميع الاتهامات الموجهة إلى الناشط البريطاني، توم كيوتكوفسكي، الذي يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات وغرامة تصل إلى 7.5 آلاف يورو في فرنسا، بسبب توثيقه عنف الشرطة بحق المهاجرين في ميناء كاليه.
وأبدت مفوضة حقوق الإنسان في مجلس أوروبا، دونيا مياتوفيتش، قلقها إزاء تشديد دول القارة العجوز إجراءاتها بحق النشطاء المساعدين للمهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء، داعية الحكومات الأوروبية إلى العمل بجدية على تطبيق المعايير التي اتفقت عليها ووضع حقوق الإنسان ومبدأ المسؤولية في وسط سياساتها تجاه المهاجرين واللاجئين.
وقالت الوقت حان للزعماء السياسيين في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي لتجديد التزامهم بحقوق الإنسان وسيادة القانون والقيم الأوروبية، وهذا هو واجبهم القانوني والأخلاقي على حد سواء.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأثنين 20-5-2019
رقم العدد : 16981

آخر الأخبار
سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ