الصرافات!

 

لا يُعقل أن يترك صرّافاً واحداً بعد اليوم، لا للتجاري، ولا للعقاري، ولا لأي بنكٍ آخر، إلاّ وأن يجري التأكد من أنه يعمل بلا توقف، وعلى مدار الساعة.
وزارة المالية بكل تأكيد على قدر المسؤولية بتنفيذ المهمة التي أولاها إياها مجلس الوزراء مؤخراً بمعالجة حالات توقف الصرافات الآلية عن تقديم الخدمات المطلوبة ولاسيما خلال أيام العطل الرسمية ومتابعة توفير مستلزمات صيانتها وتأمين قطعها التبديلية ووضع المعنيين أمام مسؤولياتهم واتخاذ الإجراءات المناسبة بحق المقصرين.
لقد أثبت مجلس الوزراء حقاً أنه بصورة الموقف تماماً، فوضع الصرافات تعيس جداً مهما تكن الأسباب، قطع تبديلية، أم إهمال من المسؤولين، المهم أنّ الوضع أكثر من سيىء، ويحتاج إلى علاج، وذلك على الأقل رأفةً بالبائسين من الناس، ولاسيما المتقاعدين، الذين يتدحرجون من قراهم إلى مراكز المدن قاصدين صرافاتها كي يقبضوا رواتبهم بعد طول انتظار، فأغلبهم يضعون حبة تحت لسانهم قبل أن يقصدوا تلك الصرافات البكماء، ويباشرون بعد الوصول إلى المدينة بالتنقّل من صراف إلى آخر، فهذا معطّل، وذاك مقطوعة عنه الكهرباء، وثالث خالٍ من النقود، ورابع مزوّد بالنقود ولكن هناك مشكلة فيه، وهنا نحن لا نتبلّى الصرافات فهي التي تحكي لنا حالها على الشاشة أحياناً، فهناك صرافات نصلها وتبدو كأنها مُفعّلة وجاهزة لتقبّل الطلبات، نضع فيها البطاقة، وتطلب منّا تحديد اللغة، ومن ثم إدخال الرقم السري، وبعد ذلك اختيار الخدمة، ولكن ما إن نختارها حتى يقوم الصراف بلفظ البطاقة بسرعة، قائلاً على الشاشة: هناك مشكلة.. يرجى التوجه إلى صرافٍ آخر ..! هذا غير الاعتذارات التي نتلقّاها من الكثير من الصرافات التي تُثبّت على شاشتها عبارة (عذراً .. الجهاز خارج الخدمة حالياً).
هذه الأمور ليس حلّها بالمعجزة بكل تأكيد، ولاسيما أنّ هناك صرافات تعمل أحياناً، ما يعني أنّ هناك إهمالا واضحا عندما نصادفها في حالة التوقف عن العمل، وعند المحك توضع في سياق النقص بقطع التبديل..!!
الصرّافات قد لا تكون مهمة عند البنوك، وعائداتها ربما غير مجزية، ولكن البنوك هي التي وضعت أنظمة عملها، وهي التي بذلت جهوداً كبيرة من أجل توطين الرواتب عندها، وبالتالي عليها الالتزام بتلك الأنظمة إلى أبعد الحدود، غير أنها اليوم – وبكل أسف – بوضعٍ أكثر من تعيس، وإن كان هناك مشاكل حقيقية في صيانتها ونقص في قطع التبديل، فمن المؤكد أن هناك إهمالا واضحا للعيان، يترافق مع هذه المشاكل.
نتطلّع إلى حلٍّ شامل، لا يطول فقط تلك الصرافات المتردّدة التي تعتذر عن الخدمة تارة.. وتكون مطفأة تارة أخرى، وإنما يطول أيضاً تلك الصرافات المغلقة بسبب الإرهاب، سواء تلك التي طالها أم هدّدها، فهذه يجب أن تُفعّل وتعود إلى نشاطها أيضاً.
علي محمود جديد

 

التاريخ: الأثنين 20-5-2019
رقم العدد : 16981

آخر الأخبار
تقرير مدلس.. سوريا تنفي اعتزامها تسليم مقاتلين "إيغور" إلى الصين محافظ السويداء يؤكد أنه لا صحة للشائعات المثيرة لقلق الأهالي  بدورته التاسعة عشرة.. سوريا تشارك في معرض دبي للطيران أحداث الساحل والسويداء أمام القضاء.. المحاكمات العلنية ترسم ملامح العدالة السورية الجديدة وزمن القمع... الاقتصاد في مواجهة "اختبار حقيقي" سوريا وقطر.. شراكة جديدة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الرقابة كمدخل للتنمية.. كيف تستفيد دم... إعادة دراسة تعرفة النقل.. فرصة لتخفيف الأعباء أم مجرد وعود؟ منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة