أول الكلام..النصوص الكبرى

ملحق ثقافي- عقبة زيدان:

السرديات الكبرى هي تلك النصوص التي حرفت مجرى التاريخ الفكري الساكن بمعنى ما، وهي التي صنعت التاريخ ودمغته بدمغتها وشكلته بأفكارها الخاصة، بمعنى آخر. هذه النصوص امتلكت القدرة على صياغة عالم جديد، رغم قمعها من قبل كثيرين ومحاولة قتلها في زمنها، ومحاربتها في أزمان لاحقة. إنها ملونة بالتفرد والإبداع، وغير قابلة للموت، لأنها حقنت واقعنا بنسغها وأصبحت موجودة فينا.
لا يمكن أن نلغي الداروينية، لمجرد أننا نناهضها، فهي قد جعلت الفكر والأدب المعاصرين واللاحقين لها متأثرين بها، بل إن مدارس وتيارات وأعمال كبيرة قامت على الأساس الدارويني، وأضافت لبناتها الخاصة فوق هذا الأساس. صار هناك ما يسمى بالداروينية الاجتماعية والداروينية الجديدة، واعتبرت النظرية الداروينية في الاصطفاء أكثر النظريات قبولاً إلى اليوم.
وإذا نظرنا إلى السردية الكبرى الأخرى – أي الماركسية – فسنجد أن العالم، إلى هذه اللحظة، يستمد قدرته الجدلية في الصراع الطبقي على الفكر الماركسي، ذلك الفكر الذي أدان الرأسمالية في عقر دارها وعرى نفاقها وزيفها حول قيمة الإنسان واعتباره ذاتاً يتمحور حولها الوجود برمته.
هاتان سرديتان كبيرتان، وسمتا القرن التاسع عشر واستمرتا إلى اليوم بكامل وهجيهما، وكأن الفكرة ابنة اللحظة. ومهما حاولت قوى مضادة أن تقلل من شأنهما، إلا أنهما ستبقيان محورين من محاور الفكر عبر التاريخ البشري؛ إذ إن كل ما يعلي من شأن الإنسان، يتحول مع الزمن إلى فكرة خالدة، لا يمكن أن تموت.

 

 

 

 

التاريخ 21-5-2019
رقم العدد:16982

آخر الأخبار
إعزاز تحيي الذكرى السنوية لاستشهاد القائد عبد القادر الصالح  ولي العهد السعودي في واشنطن.. وترامب يخاطب الرئيس الشرع  أنامل سيدات حلب ترسم قصص النجاح   "تجارة ريف دمشق" تسعى لتعزيز تنافسية قطاع الأدوات الكهربائية آليات تسجيل وشروط قبول محدّثة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة  سوريا توقّع مذكرة تفاهم مع "اللجنة الدولية" في لاهاي  إجراء غير مسبوق.. "القرض الحسن" مشروع حكومي لدعم وتمويل زراعة القمح ملتقى سوري أردني لتكنولوجيا المعلومات في دمشق الوزير المصطفى يبحث مع السفير السعودي تطوير التعاون الإعلامي اجتماع سوري أردني لبناني مرتقب في عمّان لبحث الربط الكهربائي القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها