الملحق الثقافي:
ليست هي المرة الأولى التي يترجم فيها كتاب كاليجولا للكاتب الفرنسي ألبير كامو إلى العربية، فقد سبقتها عدة ترجمات. تقول حكاية كاليجولا أنه جلس على العرش بعد أن أمرت أمه بخنق زوجها وتولية ابنها على عرش روما بين عامي 37 و41 للميلاد. خدع كاليجولا مجلس الشيوخ وأوهمهم أنه سيتعاون معهم ويسير على نهج الإمبراطور أغسطس. أحبه الناس لأنه وعدهم بأنه سيخفض الضرائب ويقيم الألعاب الكبرى ويعيد المنفيين. ولم يمض على تنصيبه ثلاثة أشهر حتى صار معبوداً للجماهير الرومانية، الذين قدموا الأضحيات الضخمة له. ويقول ول ديورانت في قصة الحضارة إن الشعب الروماني نسي أصل ونسب كاليجولا حيث كان حفيداً للقائدين الرومانيين أنطونيوس وأغسطس اللذين اقتتلا بعد مقتل قيصر.
اشتهر كاليجولا بأنه يصاب بنوبات صرع، يعجز بعدها عن المشي أو التفكير، وكان مصاباً بالأرق. ارتد على شعبه وأرهقهم بالضرائب على كل شيء، وكان يحكم على الأغنياء بالإعدام ليصادر أموالهم. ولكن كل هذه الأموال لم تذهب لصالح الناس، بل كان يبددها، إلى أن أفرغ الخزينة.
أعلن أنه إله، أسوة بجوبيتر كبير آلهة اليونان، وأمر بتحطيم رؤوس التماثيل المقامة للآلهة ووضع مكانها رأسه هو.
يعيد ألبير كاموا كتابة حكاية كاليجولا، ويتحدث عن الشكاوى التي يبثها النبلاء بين بعضهم عما حصل لهم على يد الإمبراطور المجنون، من قتل واغتصاب وسلب ممتلكات وإعدام. وأخيراً يجتمع الناس ويهاجموا القصر ويقتلوا الإمبراطور. وهنا تنتهي حياة كاليجولا وهو يصرخ «إنني حي، فالآلهة لا تموت».
صدر كتاب «كاليجولا» لألبير كامو عن دار نينوى بدمشق، ومن ترجمة يارا شعاع.
التاريخ: الثلاثاء 28\5\2019
رقم العدد:16988