لاشك أن من يتابع خريطة الأعمال الدرامية لهذا العام يجد أعمالاً جيدة قياساً مع ما تم تقديمه العام الفائت وقبله… ربما ثمة أعمال اجتماعية مختلفة نوعا ما عمّا تم تقديمه, وثمة رؤى جديدة تحوم في أروقة العاملين في هذا المجال.
نعم… أعمال متعددة ومتنوعة لافتة للانتباه.. وبعض المسلسلات من نوع «البيئة الشامية» التي لم تحظ بنصيبها هذا العام فباتت بنظر الكثيرين لاتقدم ولا تؤخر بل غدت مكرورة ومشوهة للتاريخ ولمدينة دمشق…
ما نراه من خلال متابعتنا لهذا المشهد أن الغالبية تتجه إلى الأعمال الاجتماعية وإن اختلفنا في بعض تفاصيلها وموضوعاتها، لكننا في المحصلة وصلنا إلى نتيجة مفادها أن الجمهور يريد هذه الأعمال… لكن ماذا عن أعمال الكوميديا؟ هل نسينا أن بعض المسلسلات الكوميدية كانت هي مرآتنا لزمن جميل بتنا نفتقده.. أين الفنانون الذين رسموا الابتسامة على وجوهنا في زمن مضى ولم نرهم قط بيننا.. هل نعاني من أزمة نصوص واضحة ولاندري ما سببها إذا كان لدينا العشرات من الكتاب الذين يحاولون ولايوجد من يتلقفهم أو يهتم بهم….؟
لسنا سوداويين، بل على العكس، متفائلين بما قُدم هذا العام، لكن نحتاج إلى إعادة الحسابات، فلا نريد لهذه الدراما أن تتهاوى وأن تقع في مطبات لن تستطيع الخروج منها…
التقصير موجود ومشهدنا الدرامي العريق يحتاج إلى نصوص متينة، تجعل الدراما مستمرة في نجاحها، وتكون مشجعة ومحفزة للفنان بأن يقترب منها… لا أن يبتعد باحثاً عن عمل هنا أو هناك كي يعمل لمجرد العمل فقط…
إنها مسؤولية كبرى… مسؤوليتنا جميعاً… فهذه الدراما تحتاجنا جميعاً.. لكي تبقى كما عرفناها الرقم الأصعب في الوطن العربي.
ammaralnameh@hotmail.com
عمار النعمة
التاريخ: الأربعاء 29-5-2019
الرقم: 16989