مهنة الطب ..حكاية حلم أغلب طلابنا وطموح آباء يجدون في هذه المهنة مكانة اجتماعية مرموقة ،ونمطا متميزا في الحياة ،أيضا يرون فيها مهنة تجزي صاحبها بالوفير من المال دون كبير تعب وعناء ..وهذه هي المشكلة أو المعضلة ،لأن الطب مهنة وحياة ..هي أخلاقيات تمنع الطبيب من الانزلاق في منحدر المادية البحتة وبأي وسيلة كانت.
في ممارسة الطب ..المريض ليس رقما على سرير في مشفى ،هو حالة إنسانية ضعيفة جسديا ونفسيا ،ولا يكفي مرور الطبيب على المرضى وتلقين الممرضة أو المقيم عند المريض ما يجب عليه تناوله من أدوية ،ولا يكفي إجراء عملية ناجحة باهرة ،بل لابد من الدعم النفسي والتشجيع ومواساة المريض وطمأنته وتعزيز كرامته واحترام خصوصيته.
في مهنة الشفاء ..الإيمان بالمثل العليل يعني أن تسود المحبة والاحترام والرغبة الحقيقية والصادقة في نقل المعلومات والخبرة من جيل لآخر بكل أريحية وحماسة لأن الغاية واحدة هي شفاء المريض ، لا التجريح ومحاولة الطعن من الخلف والتشهير بالزملاء.
في ذكرى يوم الطبيب العربي ،ونحتفل به في الرابع والعشرين من هذا الشهر كلنا فخر واعتزاز بأطباء سوريين اختاروا مهنة الطب لولعهم بها لذاتها ولمحبتهم لها ،وتحملوا خلال الحرب الكونية على بلدي مسؤولية مضاعفة أخلاقية ووطنية وإنسانية بكل جد وجدارة ،وما يثلج الصدر حقاً إن نوابغ أطبائنا تخرجوا من كليات الطب في بلدي وبدرجات علمية ممتازة ،ومنهم من بلغ العالمية لشدة إخلاصهم لعملهم ونجاحاتهم في البحث العلمي والاكتشافات الرائعة المفيدة للبشرية جمعاء..
لينا ديوب
التاريخ: الأربعاء 29-5-2019
الرقم: 16989