منافسة غير متكافئة

رغم الأهمية الكبرى والدور الحيوي الذي تلعبه صناعة الغزل والنسيج باعتبارها أحد أهم وأعرق الصناعات السورية، والتي كان يعوّل عليها أن تكون أحد ركائز اقتصادنا الوطني، وإسهامها بنسبة جيدة بالناتج المحلي، وتشغليها لحوالي 30% من إجمالي العاملين في الصناعة بشكل عام بحسب الإحصائيات، ولكن هذه الصناعة وضعت في منافسة غير متكافئة بسبب تحرير الأسواق وفتح الأبواب للمنتجات التركية والهندية والصينية والعربية حيث تراجع واقع هذا القطاع كما عانت هذه الصناعة من صعوبات تسويقية وتقنية إنتاجية بالإضافة إلى ما تعرّض له هذا القطاع من استهداف ممنهج لشركاته وتعطل الإنتاج في جزء كبير من مواقع العمل فيه.
تفتقر الصناعة النسيجية في سورية حتى الآن بحسب رأي العارفين بهذه الصناعة إلى مجموعة مهمة من المؤسسات والهيئات الداعمة الضرورية لعملها مثل المخابر المعتمدة والمراكز الفنية المختصة بالتدريب والتصميم والمعلومات الفنية والتسويقية، وغياب دور المؤسسات التمويلية وهيئة تنمية الصادرات وغياب الفعالية المطلوبة في عملها ما يحول دون تطوير هذه الصناعة وتفعيل دورها وربط عملها بحاجة السوق واحتياجات الصناعيين الحقيقية، إضافة للتأخر في إصلاح القطاع العام الصناعي بشكل عام وشركات المؤسسة العامة للصناعات النسيجية بشكل خاص حيث لا تزال هذه المهمة مؤجلة عبر تعاقب العديد من الحكومات ويتم ترحيل ملفها من لجنة إلى لجنة أخرى دون الوصول إلى توافق عام حول مضمون وأسلوب هذا الإصلاح بما يضمن معالجة شاملة ومتكاملة لأوضاعه بعيداً عن الحلول والإجراءات المجتزئة والبطيئة التي لا تصبّ في صلب مشكلة وأزمة هذا القطاع والمتمثلة ببيئة عمله وإدارته.
عودة الصناعات النسيجية السورية إلى وضعها المرموق وتجاوز نقاط ضعفها يجب أن تقوم على أسس وإستراتيجية واضحة تتمثل بتحويل هذا القطاع إلى محرك رئيسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وخلق فرص العمل، وتحقيق تنويع في إنتاجه وفق حسابات وتوقعات السوق، وزيادة الإنتاج المعد للتصدير وجذب وتحفيز رأس المال للاستثمار بهذه الصناعة، كما يستلزم اتخاذ إجراءات وتدابير حكومية مدروسة لمساعدة المصنعين في هذه المواجهة وإعادة هيكلية القطاع الصناعي وتطويره إضافة إلى خطوات التحديث لمعامل القطاع العام القائمة ضمن هذه التدابير والإجراءات، وإنشاء مجمعات صناعية متكاملة لصناعة الغزل والنسيج والصوف والسجاد وإدراجها ضمن المهن الشاقة والخطرة، وإعادة تشغيل الشركات المتوقفة عن العمل وتعيين عمال جدد وتخصيص شركات السجاد بأنوال حديثة.

بسام زيود
التاريخ: الأربعاء 29-5-2019
الرقم: 16989

آخر الأخبار
معركة الماء في حلب.. بين الأعطال والمشاريع الجديدة تأهيل طريق مدينة المعارض استعداداً للدورة ٦٢ لمعرض دمشق الدولي التوجه إلى التمكين… "أبشري حوران".. رؤية استثمارية تنموية لإعادة بناء المحافظة السيطرة على حريق شاحنة في  حسياء  الصناعية تفاصيل مراسيم المنقطعين والمستنفدين وتعليماتها بدورة تدريبية في جامعة اللاذقية الكيماوي… حين صارت الثقافة ذاكرة الدم  واشنطن في مجلس الأمن: لا استقرار في سوريا من دون عدالة ومشاركة سياسية واسعة  " التلغراف ": الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع بالعالم ستعلن للمرة الأولى "المجاعة" في غزة ضبط لحوم فاسدة في حلب وتشديد الرقابة على الأسواق تنظيم سوق السكن في حلب والعمل على تخفيض الإيجارات "المجموعة العربية في الأمم المتحدة": وحدة سوريا ضمانة حقيقية لمنع زعزعة الاستقرار الإقليمي بين الهجوم والدفاع.. إنجازات "الشيباني" تتحدى حملات التشويه الإعلامي منظمة يابانية: مجزرة الغوطتين وصمة لا تزول والمحاسبة حق للضحايا مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة