عرضَ الغرب الاستعماري على شعوب العالم مجموعة من اقتراحات المشاريع ولم ينتظر الترتيبات المطلوبة والضرورية كي يستطيع المضي بها.. صحيح أن الغرب الاستعماري طرح بجرأة وقحه مشاريعه.. لكنها جاءت ولادة تبدو أنها قبل الأوان.. إن كان لها أوان أصلاً.
من ذلك مثلاً:
القدس عاصمة لإسرائيل..
سيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل..
إيران هي العدو . وإسرائيل حليف ممكن ..
إجبار العرب على التعامل مع الإرهاب ووضعه في حسابات ترتيب المنطقة..
و.. ما بات يعرف اليوم باسم صفقة القرن.. وهي صفقة ليست أبداً جديدة – بالأذن من جميع العرب المستنكرين – هي صفقة كتبت صفحاتها الأولى في كامب ديفيد ووادي عربة.. وأوسلو التي كان دورها الأوضح لأنها ضربت مقاومة الشعب الفلسطيني التي كانت مرشحة لتحقيق النصر أو على الأقل واقعاً أفضل للتصفية.
ما تواجهه شعوب المنطقة اليوم – رغم قتامة المشهد – هو إسراع القوى الاستعمارية لكشف الأوراق.. بغاية الاستفادة من الواقع الكارثي للشعوب العربية والإسلامية.. فجاءت هذه المشاريع ولادات خدج.. ليس بالضرورة أن تتيسر لها ظروف الحياة والمضي باتجاه السيطرة على العالم.
صحيح أن الغرب الاستعماري في عصر زهوّ وتمدد و قوة له.. وصحيح أن الشعوب العربية والإسلامية في حالة من البؤس وصل حدود اليأس.. وهذا واضح تماماً في يوميات الحياة العربية.. ولولا بقايا أمل بالذين يصرّون على الرفض.. والمقاومة.. لانتهت الحكاية .. لكنها لا يبدو أنها النهاية..
هل أسرع أو تسرع الغرب الاستعماري في طرح مشاريعه..؟
ربما .. لكن .. لماذا ..؟؟
هل هو ترامب برعونته وحساباته .. أو غبائه.. كما يحلو للبعض أن يقول..!!؟؟
بتقديري أن ذلك غير صحيح إطلاقاً.. و قد يأتي يوماً نكتشف فيه أن ترامب مغلوب على أمره .. و هي حالة الزعماء الذين يبدون في وصولهم إلى دفة القيادة كمن تسلل تسللاً.
يلفت النظر في قرارات ترامب كثرة تراجعه عنها بعد أن يعلنها..: فهل كانت هذه القرارات مجرد خواطر أم إنها مثلت رؤية رئيس أمريكي يبدو قوياً و متحكماً لكنه في الحقيقة عاجز و خاضع للذين عرفوا كيف وضعوه في الخانة الضيقة الخانقة .. ؟!
منذ بداية حكمه أحاطه الذين تقدموا فيما بعد ليحتلوا المواقع الرئيسية في الادارة الأميركية .. بومبيو .. و بولتون و غيرهما و ما يمثلانه.. بحكاية التعاون مع روسيا في حملته الانتخابية.. وغيرها من مشكلات هم الذين أثاروها في وجهه.. ليستجير بهم .. وسيكمل رئاسته.. وقد يتورّط في حروب واعتداءات على دول العالم من أجل ذلك ويكون في الحقيقة يلبي توجهات أمثال بولتون وغيره.
مسيرة ومصير خدج الغرب الاستعماري محاطة بكثير من الريبة.. لكن وبكل أسف فإن الذين تستهدفهم هذه المشاريع يشكون الضعف وليس العجز؟. عضوا الأصابع..
As.abboud@gmail,com
أسعد عبود
التاريخ: الأربعاء 29-5-2019
الرقم: 16989