انتظر جمهور كرة القدم السورية عموماً وجمهور ناديي تشرين والطليعة بشكل خاص، نتائج اجتماع اتحاد اللعبة حول العقوبات التي صدرت مؤخراً، وفيما إذا كان هناك تراجع أو تعديل على هذه القرارات، وتحديداً البند المتعلق بعقوبة جمهور تشرين الذي حرمه قرار سابق من حضور مباراة الدور نصف النهائي في الكأس، على خلفية أحداث مباراة الوحدة وتشرين بالدوري.
الجميع كان ينتظر رفع العقوبة لسبب بسيط وهو أن العقوبة بالأساس صدرت بقرار لا يستند إلى الأنظمة المعمول بها، فالعقوبة على أي مخالفة تطبق في المسابقة نفسها كما قيل، بينما في عقوبة نادي تشرين تداخلت بين الدوري والكأس، وهذا ما كان حديث الناس في الأسابيع الأخيرة، ولكن الملفت ليس إصرار الاتحاد على العقوبة، بل ما سمعناه والذي كان يتعلق باجتماع الاتحاد، فقد تسربت أخبار من هذا الاجتماع تقول إنه كان هناك تصويت بين الأعضاء حول رفع العقوبة أو بقائها، وهذا إن كان صحيحاً فيعني أن الاتحاد يعمل بالارتجال، وأنه يدرك جيداً أن قرار العقوبة غير صحيح، وإلا لكان دافع عن قراره وأصرّ عليه دون الحاجة للتصويت، فمثل هذه القرارات تؤخذ من خلال اللوائح وليس بالتصويت الذي يخضع للمزاج والمصالح أحياناً.
ما سبق يعني أن اتحاد كرة القدم في مشكلة كبيرة، والمشكلة يمكن أن تكون في شقين، الأول وهو أن هذا الاتحاد هو اتحاد بالاسم لأن معظم أعضائه غائبون أو مغيبون، ومعظم الأمور تكون بقرارات فردية ارتجالية من رئيس الاتحاد، وهذا يقبل أحياناً في الأمور العادية والمستعجلة.
الشق الآخر وهو الأهم أن هناك الكثير من القرارات الارتجالية التي يتخذها الاتحاد دون أن يكون لها أساس تستند إليه للخروج من مأزق أو مشكلة، كما حدث في قضية ناديي الحرية والجزيرة والمباراة الفاصلة.
بصراحة مشكلة الاتحاد العامة أنه يعمل وهذا ربما بنصائح من مقربين، وهذه النصائح باختصار تقول باللامبالاة وعدم الاكتراث لما يقوله الإعلام والجمهور وإن كان صحيحاً، وبالطبع هذه ليست نصائح بقدر ما هي توريط في رأينا، فالنصيحة الحقيقية تؤكد على احترام الناس والأعضاء والإعلام، والتعاون مع الجميع، والعمل بالقوانين، والمؤسف أن كثيراً من هذا غير موجود والعلّة في اتحاد الارتجال؟!
هشام اللحام
التاريخ: الجمعة 31-5-2019
الرقم: 16991