تعددت الصور والحالات التي يتم طرحها وتقديمها في منابر الثقافة والإعلام والفن والأدب والسياسة عن التطرف، والتطرف الذي يتم طرحه ليس شعارات دينية فقط، فقد وجدنا تطرف يمين ويسار..
ومع كل الطروحات التي تم تقديمها على هذا الصعيد لم نجد أي فكرة أو منهج يقدم حلولا أو مفاهيم وسطية يمكن أن تمحو الفواصل بين اليمين واليسار.. التطرف المطروح بأشكاله العديدة وصوره المتنوعة يختزل العالم ويلغيه، ويتم انتقاء أكثر المواقف غرابة وشذوذا، حتى الأحادية التي يمكن أن تكون سمة عامة للتطرف تنم عن حال ثقافي اجتزائي وكأن المرجعية الاقصائية التي تستند عليها تلك المنابر يهمها فقط تعزيز الصراع والمحو والإلغاء والغلو في كل تلك الطروحات, واللجوء إلى أساليب تقدمها على أنها الحقيقة والمصدر الوحيد لجملة من المسلمات التصورية والفكرية ومحاولات وضعها في قوالب قريبة من ذهنية وهواجس عامة الناس يزيد من خطورة هذا التطرف، وسيرورة التطرف من الوهم إلى الحقيقة..
إذا مااستوعبنا وأقررنا بأن المفهوم الدال على التطرف وتشكله يبدأ من المعاني التي تحتويها العديد من المشاهد التي يتم تكرارها في العديد من المنابر ويتم إخراجها بصور بهية في محطاتنا الفضائية، يوصلنا إلى شرعنة القتل المعنوي الرمزي الثقافي في أذهان الناس، وشرعنة إزالة اللاشرعية باللاشرعية..
الحقيقة الوحيدة المرة أن خدمة هذا التطرف تقدمها فئات مجتمعية سواء بالانتساب أو بالالتزام أو الاختيار، والكثير الكثير من الجهل لدرجة يصل معها المتطرف إلى متطرف ضد ذاته… مشاهد عنف كثيرة واجهتنا في عالمنا العربي ولدتها العديد من مظاهر التطرف تلك المظاهر التي يُراد لها أن تكون تطورا تاريخيا طبيعيا للمجتمعات العربية بكل أسف بأفكار وسموم غربية بإخراج وتنفيذ عربي بامتياز… تنبهوا واستفيقوا أيها النُخب..
هناء دويري
التاريخ: الجمعة 31-5-2019
الرقم: 16991