ملحق ثقافي..عقبة زيدان:
ينحرف النص المكتوب الآن، إلى جملة من النصوص، ويكون على الكاتب أن يعي أن ما يقدمه ليس جديداً تماماً، بل هو تراكم نصي مكسو بروحه في لحظة آنية، هي لحظة كتابة النص.
أين يكون الكاتب في لحظة كتابة نصه الجديد؟ من أين استقى فكرة نصه؟ وما الجديد الذي عليه أن يقدمه ليكون مختلفاً؟
هي أسئلة تصعب الإجابة عليها، حتى من الكاتب نفسه، فالمكان الذي يكون فيه أثناء عزلته، هو مكان قصي، مكان لا يقع في الأرض، ولا في السماء أيضاً؛ هو منطقة لا يدرك أين تقع. وكذلك فإن فكرة النص تأتيه، ربما أثناء قراءة نص ما، أو لدى سماعه قطعة موسيقية أوحت إليه بفكرة ما، أو أثناء تحديقه في لوحة فنية باهرة الجمال.
أما عن الجديد الذي سيقدمه، فسيكون ذلك رهناً بالمكان الذي ستصل إليه أفكاره، والمنعرجات التي ستسير فيها، وكذلك فإن نفسيته ستلعب دوراً في هذا.
لا يمكن لكاتب أن يعترف بأن نصه لم يكن جديداً، وإلا لما كتبه أصلاً. الجدة بالنسبة إليه ربما تكون في اللغة، أو ربما في الأفكار، أو في الأسلوب، أو في بناء الشخصيات، أو في الصور. كل هذا يدفعه إلى الجرأة على إنهاء نصه ونشره، وتلقي النقد إما بصدر رحب، أو بهجوم مضاد لتبرير عمله.
إن الحرية في كتابة النص، تجعل منه نصاً مختلفاً، مهما اقترب من نصوص الآخرين السابقين عليه. لا يمكن لفضاء الحرية أن يطرد أحداً ويستقبل آخر. هذا الفضاء الشاسع يمتلئ بالكلمات والصور والموسيقى، وهو يحتضن الجميع بالحرارة نفسها وبالود عينه.
التاريخ 4-6-2019
رقم العدد:16993