نظّم الملتقى الوطني للثقافة والاعلام بطرطوس وبالتعاون مع المركز الثقافي العربي في مدينة طرطوس حفل توقيع كتاب ( لي حكاية أخرى ) للأديبة منال يوسف الصادر عن دار الهندسة والأدب والذي يضم بين دفتيه مجموعة من القصائد الوجدانية والوطنية والغزلية تحمل في عناوينها ما يكشف عن حكايا جديرة بالوقوف مليا عندها خصوصا اذا علمنا أن الكاتبة لا تحمل شهادة الا السادس الابتدائي فهي من ذوي الاحتياجات الخاصة ، والتي أبت على المرض حتى أن تذكر تفاصيله ، فهو إن منعها أن تطلق صوتها من حنجرتها ، فقد قهرته بإطلاق صوتها من حنجرة الابجدية العربية الاصيلة لتقول في كل حرف حكاية صمود ، وأنها انثى سورية لايقهرها المرض ، ولهذا ليس غريبا أن يتم تكريمها من قبل اللجنة الثقافية في المحافظة والملتقى الوطني للثقافة والاعلام ويطلقون عليها اسم (الكاتبة المعجزة) .
الثورة حضرت توقيع الديوان والقراءات التي قدمت عنه والبداية كانت مع الأديبة منال يوسف والتي عبرت عن أمنيتها بأن تجد من يتبنى أعمالها الادبية وخاصة الروائية لتبصر النور على شاشات التلفزيون وأن تلقى الرعاية لتقدم المزيد من الابداعات وما يجول في خاطرها.
لاعجز مع الإرادة
*الكاتب علي نزار غانم أشار إلى أنه عندما يتغلب الأمل على الألم هنا نقف أمام موهبة فذة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، منال الكاتبة المعجزة التي لم تكمل دراستها ومع ذلك كتبت فأبدعت ، وبالأمل تحدت الألم وكتبت حكاية أخرى ، كتبتها من أجل أن نرتقي من خلال قوافل المحبة ، مبينا أن ديوان (لي حكاية أخرى ) مدماك آخر يرسخ ويؤكد أن لا عجز مع الارادة وأن لا حدود للعقل وتجليات الروح بأسلوب منال الخاص ومفرداتها التي تترك أثرا وصل إلى مشاعرنا وعواطفنا بالتفكير والتأمل العميق .
موهبة أصيلة
* الأديب غسان كامل ونوس قدم دراسة أدبية للديوان بدأها بقوله إن أهم مايطمح إليه أي أديب أن تكون له خصوصية في المعنى الذي يريد أن يوصله للمتلقي والأسلوب الذي يتبعه من أجل ذلك ويمكن القول: إن الأديبة منال تحاول الوصول الى هذا الانجاز بموهبة أصيلة وجهد دؤوب وبأشكال أدبية متعددة ، وقد تقدمت خطوات في الطريق إليه .
مزج الأمل بالألم
*الدكتورة خديجة حسين مديرة العلاقات العامة والثقافية في جامعة طرطوس كان لها رأي في ديوان منال حيث أشارت الى أن الديوان هو عبارة عن ومضات وجدانية وفضاءات مليئة بالحب والحرية كتبتها بقلبها قبل القلم متحدية صنوف القهر مازجة الأمل بالألم.
وأضافت حسين قائلة : في بوحها نفحات المتصوفين وتراتيلهم المقدسة وفي قلبها نزوع الى السماء ، وفي انفاسها ندى وردة تتحدى الذبول ، للألم في حياتها مساحة كبيرة جدلته دموع المعاناة مع الوجع والتوق ، ورمته حملا ثقيلا على كتفيها الصغيرين ، لكنها داعبته برفق وطيرته مع الريح أجنحة للحب والامل…
فادية مجد
التاريخ: الأربعاء 5-6-2019
الرقم: 16994