استنفار على الجبهات كافة لتكون اللوحة بأبهى صورها.. نبض العيد يعود بالذاكرة إلى العادات الأصيلة
وعادت عادات العيد إلى حلب، عادات لم ولن تستطيع محاولات الأعداء أن تمحوها من الذاكرة، عادات وتقاليد اعتاد عليها أهالي حلب وهم يستقبلون عيد الفطر السعيد.
كل ذلك لم يكن ليعود تطبيقاً ونهجاً لولا بطولات جيشنا العربي السوري، فهاهي أحياء حلب المحررة ولاسيما القديمة منها تستعيد بهجة العيد التي توارثها أبناء حلب جيلاً بعد جيل.
تخديم المدينة خلال العيد على مدار الساعة
مكتب صحيفة الثورة بحلب رصد التحضيرات التي قامت بها الجهات الخدمية بمتابعة حثيثة من قبل محافظ حلب والمكتب التنفيذي في سبيل تأمين أفضل الخدمات للمواطنين في فترة العيد من خلال الإستطلاع التالي:
البداية كانت من خلال الجولات التي قام بها مجلس مدينة حلب، وأوضح الدكتور المهندس معد المدلجي رئيس المجلس أنه تم الاستنفار التام لكوادر وآليات المديريات وبالدرجة القصوى قبل وخلال عطلة العيد والتنسيق والتعاون وكلاً حسب اختصاصه والتركيز بشكل خاص على النظافة العامة للشوارع الرئيسية والفرعية في كافة أنحاء المدينة وخاصة المناطق المحررة من الإرهاب، والاهتمام بالبقع الخضراء والحدائق العامة والمستديرات والمنصفات ومعالجة العشب اليابس وتنظيف المقابر وحول المساجد وصيانة الإنارة العامة ومعالجة الإشغالات والتشوه البصري للوحات الإعلانية والقيام بكافة الأعمال المطلوبة ما يجعل مدينة حلب تزهو برونقها وجمالها.
وأضاف رئيس المجلس أنه وعشية ليلة العيد تم تفقد واقع المقابر في المدينة حيث شملت الجولة المقبرة الحديثة في النقارين ومقبرة الشهداء بحلب الجديدة والمقابر القديمة، للإطلاع على نظافة المقابر وتعشيبها والتجهيزات اللازمة من أجل استقبال الأخوة المواطنين لزيارة القبور في أول أيام عيد الفطر السعيد.
تعزيز الدور الاقتصادي للأسواق الشعبية
وتم القيام بجولة لتفقد واقع الأسواق ولاسيما الشعبية منها والواقعة في أحياء الشعار وطريق الباب وسد اللوز والأشرفية ومساكن هنانو، حيث تم التأكيد على تسهيل أمور الباعة وبما يحافظ على نظافة محيط تلك الأسواق وضرورة تعاون الباعة مع عمال النظافة.
وخلال الاستطلاع تم رصد الخدمات التي يقوم بها القطاع الصحي من خلال كوادره العاملة في المشافي والهيئات والمراكز، وبين مدير صحة حلب الدكتور زياد الحاج طه أنه تم تنظيم مناوبات الكوادر البشرية من أطباء وفنيين وممرضين وإداريين، إضافة إلى تأمين كافة المستلزمات الطبية والأدوية الإسعافية، مضيفاً أن مشفيي الرازي وزاهي أزرق إضافة إلى الهيئات المستقلة التابعة لوزارة الصحة ومنظومة الإسعاف السريع مستمرة بتقديم خدماتها الطبية العلاجية منها والإسعافية واستقبال المواطنين على مدار الأربع والعشرين ساعة، إلى جانب المراكز الصحية التي ستستمر بتقديم خدماتها الطبية خلال فترة الدوام الرسمي من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثالثة بعد الظهر وهي ( مركز الملك الظاهر في الميدان – مركز الأشرفية – مركز الحمدانية – مركز الفردوس ).
المدينة القديمة تستعيد دورها الروحي في صلاة العيد
بعد توقف دام ثماني سنوات بسبب تعرضه لأعمال التخريب من قبل العصابات الإرهابية المسلحة، وبفضل جهود العاملين في مديرية الأوقاف والمدينة والقديمة والآثار ومن خلال متابعة محافظة حلب أقيمت أول صلاة عيد في جامع الصاحبية في خان الوزير، وبني هذا الجامع في العهد المملوكي عام 750 هجري 1349 ميلادي.
250 منشأة تستعيد دورها السياحي
وأشار المهندس طلال خضير رئيس غرفة السياحة في المنطقة الشمالية إلى أنه وفور تحرير مدينة حلب بدأت وزارة السياحة ومحافظة حلب بوضع الخطط والبرامج لإعادة النشاط السياحي إلى المدينة القديمة، وقد وصل عدد المنشآت العاملة في محيط القلعة إلى أكثر من 15 منشأة سياحية، وهنالك 5 منشآت قيد الترخيص، إضافة إلى مشروع إعادة تأهيل سوق المهن اليدوية
« خان الشونة « والذي تعمل عليه وزارة السياحة بالتعاون مع المحافظة، مشيراً إلى أن عدد المنشآت السياحية العاملة في المدينة تجاوز 250 منشأة مابين فنادق ومطاعم ومقاهي موزعة على عدة محاور سياحية « العزيزية – الفرقان – الموكامبو – الجميلية – المدينة القديمة « إلى جانب محور خارج الخدمة حاليا بسبب الأحداث وهو محور حي الخالدية.
حدائق حلب تستقبل زوارها
مع إشراقة شمس اليوم الأول لعيد الفطر السعيد بدأت الحديقة العامة وحديقة السبيل وحديقة الصنوبري باستقبال الأطفال وعائلاتهم ليقضوا فيهما أجمل الساعات في رحاب المساحات الخضراء وفي الأركان المخصصة لألعاب الأطفال والتي يقدمها مجلس المدينة مجاناً، وقد عبر الأطفال وذويهم عن سعادتهم بهذه المناسبة، حيث أشار الأطفال / خليل – إسراء – مهند – شهم – حسن / إلى أنهم فرحون بوجودهم في ساحة الألعاب والمراجيح، في الوقت الذي توجه أهاليهم بالشكر لمحافظة حلب ومجلس المدينة وبقية الجهات التي عملت على صيانة هذه الألعاب والمراجيح التي جاءت ملبية لوضع العائلات الفقيرة والتي لاتستطيع اصطحاب أطفالها إلى مدينة الألعاب الخاصة.
من جانبهم أكد كل من المهندسين عماد ألوسي مدير خدمات مركز المدينة وأحمد الأحمد مدير خدمات السريان ولينا ألوسي رئيسة شعبة الحدائق في خدمات السريان وعبد الناصر زيتون رئيس شعبة الحدائق في خدمات السليمانية أنه تم العمل في الفترة السابقة على صيانة جميع الألعاب وتعشيب وتنظيف المساحات الخضراء في الحدائق، إضافة إلى صيانة الشوارع والمقاعد وسلال المهملات ونوافير المياه ضمنها لتكون جميعها في خدمة الأخوة المواطنين خلال فترة العيد.
طقوس حلبية
« كل عام وأنت بخير – عيدكم مبارك – كل سنة وأنتم سالمين « عبارات عادت إلى زيارات المقابر صبيحة يوم العيد، مع الطقوس الروحية التي منعتها العصابات الإرهابية خلال سيطرتها على تلك الأحياء قبل أن يحررها بواسل الجيش العربي السوري، فمن خلال الجولة التي قامت بها صحيفة الثورة كان أهالي حلب وهم يقفون عند المقابر بعد صلاة العيد يقرؤون القرآن ويتبادلون التهاني بعبارات تشير إلى تماسك المجتمع الحلبي، حيث أكد معظمهم أنه لولا تضحيات الجيش لما استطاع الأحياء زيارة الأموات في المقابر، لأن العصابات الإرهابية كانت تمنع ممارسة مثل هذه الطقوس.
جنود مجهولون
في الوقت الذي تعطل فيه بعض الجهات بمناسبة العيد نجد أن هنالك العديد من العاملين من يستمر بعمله خلال عطلة العيد، وفي مقدمتهم عمال القطاع الصحي ومجلس المدينة والمخابز والمطاحن، ومن خلال الجولة رصدنا الآراء التالية :
الدكتور معن دبا مدير مشفى الرازي أشار إلى أن المشفى لايغلق أبوابه ويستمر باستقبال المرضى والمراجعين على مدار الساعة ويتم تقديم كافة الخدمات الطبية والإسعافية لهم مع تقديم الدواء مجاناً.
الدكتور باسل سليمان مدير مشفى زاهي أزرق الحكومي أوضح أن المشفى مخصص للأمراض الداخلية وقد تم تجهيز كافة المستلزمات العلاجية لإستقبال الحالات الإسعافية ولاسيما الهضمية منها.
وضاح حمدك رئيس التمريض العام في مشفى الرازي أكد أن جميع عناصر التمريض متواجدون على مدار الساعة وفق جدول مناوبات يغطي كافة ورديات العمل اليومية.
القابلة عروبة محمد ديب الشب من مشفى العزيزية الخاص بالتوليد عبرت عن سعادتها بالدوام خلال عطلة العيد، مشيرة إلى أن عيدها الحقيقي حينما ترتسم البسمة على شفاه المرأة بعد الولادة وأن يكون الطفل المولود متمتعاً بالصحة والسلامة والعافية.
المرأة العاملة تشارك عائلات العمال فرحة العيد
بمناسبة عيد الفطر السعيد وبحضور رئيس إتحاد عمال محافظة حلب زكريا بابي قامت لجنة المرأة العاملة في نقابة عمال النقل البري والجوي بزيارة عائلات عدد من العمال المميزين وذوي الشهداء في مجال عمل النقابة، قدموا خلالها التهاني بهذه المناسبة وتم تكريم تلك العوائل نظراً للجهود التي يبذلها العاملون والتضحيات التي قدمها أبناؤهم في سبيل الدفاع عن الوطن وتحرير الأرض من رجس العصابات الإرهابية المسلحة.
من جانبه رئيس مكتب النقابة أحمد إبراهيم ورئيسة لجنة المرأة العاملة في النقابة رهف عقاد أشارا إلى أن هذه المشاركة لعائلات الطبقة العاملة ماهي إلا تأكيد على الدور الإجتماعي للتنظيم النقابي لأن أبناء الوطن بمحبتهم وتلاحمهم كمثل الجسد الواحد. بدورهم عبر العمال وعائلاتهم عن جزيل شكرهم لهذه المبادرة التي جاءت مع إطلالة أول يوم من أيام عيد الفطر السعيد
حلب – فؤاد العجيلي :
التاريخ: الخميس 6-6-2019
الرقم: 16995