يطلق على الصحافة لقب السلطة الرابعة بعد السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية نظراً لأهميتها في حياة الناس , فهي تتناول مشاكلهم وأوضاعهم المعيشية وتسلط الضوء على الكثير من الملفات في حياتهم سواء الاقتصادية او الاجتماعية، وتكشف الكثير من قضايا الفساد والمفسدين وبذلك توفر جهدا كبيرا على الاجهزة الرقابية , فبعد ان تقوم الصحافة بإماطة اللثام عن احد الملفات هنا يأتي دور الاجهزة الرقابية لتكمل ما بدأته الصحافة .
ولكن كما يقال هناك دائماً سؤال يطرح نفسه هل حقاً الصحافة هي سلطة رابعة بعد السلطات آنفة الذكر، فعندما نقول ان الصحافة هي سلطة هذا لا يعني أن لها القوة التنفيذية نفسها للسلطات الأخرى ،ولكنها تملك تأثيراً في حياة الناس نظراً لما تتابعه وتنشره من قضايا وأمور تهمهم وما تسلط عليه الضوء أو تكشفه من قضايا.
ويبدو انه قد تم تجريد الصحافة من هذا اللقب وتركوا لها لقبها الاخر وهو مهنة المتاعب ،والعيب ليس فيها بل بمن يقيدها وينزع لها أسنانها حتى تكون عديمة التأثير.
والعيب ايضا ليس في الصحيفة و الصحفيين ولا فيما ينشر من موضوعات ولكن العيب فيمن لا يقيم وزناً لهذا الجهد المبذول بل يعتبره كلام جرائد ويعتبر الصحافة هي الخاصرة الرخوة او الحلقة الاضعف لذلك لو اخذت الصحافة دورها كسلطة رابعة لارتدع الكثير من الفاسدين و المفسدين عندما يتيقنوا ان ملفاتهم القذرة ستكون حديث الناس بعد ان تنشرها الصحافة ولو عوملت كسلطة رابعة لكشفت الكثير من الملفات.
الصحف والمواقع الالكترونية جميعها تكتب وتنشر وتخوض في كافة قضايا ومشكلات المواطنين الحياتية ،وغير الحياتية وماذا بعد .
جميع دساتير العالم تنص على ان حرية الصحافة مصانة ، ويمكن تقييد هذه الحرية أثناء الازمات المصيرية والحروب ,واغلب الصحفيين مؤمنون بهذا التقييد طالما هو في حال الضرورة القصوى .
يجب أن تأخذ هذه الصحافة ما تستحقه ماديا ومعنويا ، فهي ليست صحافة صفراء تعتمد على أخبار الفضائح والجرائم والعنف وغيرها بل هي صحافة وطنية جادة لذلك يجب دعمها بكل السبل والامكانيات وعدم تقييد حريتها إلا بالأمور السيادية عندها نقول أننا أمام السلطة الرابعة.
ياسر حمزة
التاريخ: الخميس 6-6-2019
الرقم: 16995