يبتلى البعض بالمعاصي فيستترون، والبعض كان يتلطّى بمعاصيه في ما يدعى بالماخور، حيث تمارس الموبقات التقليدية التي تسيء للسلوك العام، وكان روّادها إما من ذوي الأخلاق السيئة المعروفون بها، أو من المتخفين تحت أقنعة الذوات المهمّين
اليوم وفي سوء التعامل السياسي الهدّام للمجتمع والإنسانية، صار من الممكن إطلاق تسمية المواخير على الكثير من المؤتمرات التي تمارس فيها الموبقات السياسية، المسيئة للتاريخ والحاضر والمستقبل، وللإنسانية جمعاء.
ماذا يمكن أن نقول عن مؤتمر المنامة الاقتصادي، غير أنه ماخور تروّج فيه الخطوة الأولى نحو صفقة القرن، أو بالأحرى صفعة القرن، التي تبيع فلسطين برمّتها أرضاً وشعباً ودولة في سوق الاقتصاد الترامبي، وكوشنير مسؤول التنظيم لهذا المؤتمر.
الفرصة الأكبر للتطبيع الاقتصادي العلني مع الكيان الصهيوني، حيث يدّعى ممثلو الكيان لحضوره، والعنوان المخدّر الرخاء من أجل السلام، والهدف المعلن خلق ديناميكية اقتصادية أكبر في المنطقة، وأهم ما فيه استثمار الشعوب.
رغم الرفض الفلسطيني (غير المهم) بالنسبة للمنظمين لأنه متوقع، يبقى غياب رجال الأعمال الفلسطيني هو المقلق للجميع.
من ماخور اليمامة تتحدر خارطة الشرق الأوسط، رغم تجنّب الإفصاح عن الشق السياسي للمؤتمر.
الإعلان عن أهمية الاستثمار بالبنية التحتية والصناعة والتمكين، والاستثمار في الشعوب لتحويلهم أدوات لإنتاج التطبيع، الذي يجعل من الكيان الصهيوني مركز القوة في المنطقة الإقليمية، حلم مائير وديان منذ تفوقهما في حرب نكسة حزيران.
ماذا يمكن أن نطلق على قمة الرياض التي تجرِّم إيران، وتحوّل بوصلة العداء من الكيان الصهيوني إلى إيران المناصرة للفلسطينيين والتي تعاني من حصار أميركي أحادي يضيِّق عليها، كما الحصار على سورية حيث الشعبان الأكثر تضرراً ومعاناة
ماذا يمكن أن نقول عن سعي تركيا لتشكيل مجموعة عمل مشتركة (ماخور) جديد مع أمريكا، لدراسة مشروع تزود تركيا بصواريخ إس 400 والعرض الأميركي البديل لصواريخ باتريوت، وطائرات إف 35 وهي جزء من الحلف الأطلسي.
أما قانون كاتسا فهو أهم منتج للماخور الأميركي، الذي يفرض عقوبات اقتصادية على أي كيان أو بلد يوقع عقود تسليح مع شركات روسية، وكان قد صدر لمعاقبة روسيا على ضم شبه جزيرة القرم، ينظر في أمر تركيا وتعاقب الصين اقتصادياً.
الماخور الأكثر حفاوة بالموبقات السياسية، هو البيت الأبيض، المفعم بالسواد مع وجود ترامب أكثر من أي وقت مضى، إن باتجاه القضية الفلسطينية، حيث قرارا القدس عاصمة للكيان، أو بنقل السفارة الأمريكية إليها، أو بالكشف عن صفقة القرن التي خطط لها من زمن، والكشف عن نوايا الأنظمة الخليجية للتطبيع مع الكيان.
أما ما يخص إيران والانسحاب من الملف النووي الإيراني، والتهديد الجائر الفارغ من قبل جعجعة ترامب، وزيادة الحصار بأساليب أقل ما يقال فيها أنها غير أخلاقية لأنها تضرّ بالشعب وغير إنسانية، فهي تؤثر في أساسيات حياة الأطفال والمرضى.
موبقةٌ الضغط على الحلفاء للحصول على الأموال، لتحسين صورة ترامب مع إعلانه الترشح لولاية رئاسية ثانية، رغم الموبقات التي صدرت في فترة الرئاسة الأولى قد نفاجأ بأكثر منها في فترة الرئاسة الثانية، كعادة حكام البيت الأبيض، والذاكرة حافلة
موبقات كثيرة صدرت خلال الحرب على سورية، والتي بدأت تمتد إلى دول عربية أخرى، من مواخير متعددة كغرفة موك في الأردن وشبيهتها في تركيا، أما الماخور الأمريكي هو الأهم، يشنّ اليوم الحرب على الصين ويتمسح في المملكة البريطانية.
موبقة محاولة أمريكا تفكيك الاتحاد الأوربي، من خلال تصعيد المزاج البريطاني للانسحاب من الاتحاد الأوربي، ونقمتها على فرنسا خاصة بعد عقد صفقات بيع الأسلحة الفرنسية للسعودية، بمليار دولار ونيف وتشكيل تحالف جيوسياسي معها.
الشعب البريطاني يرفض زيارة ترامب للمملكة، رغم الاستقبال الرسمي، في حالة رفض لتدخلها بسياسات الدول، حتى التكنولوجية منها.
رغم رفض الأميركيين ومعظم الشعوب لسياسات أميركا، التي تحاول الهيمنة على دول العالم، وقراراتها السيادية.
إلا أن محاولة الهيمنة مازالت أهم الموبقات التي يحاول ترامب ممارستها من الماخور الأميركي.
لم ينس الشعب العربي نكسة حزيران، فكيف ينسى ترامب..
شهناز فاكوش
التاريخ: الخميس 6-6-2019
الرقم: 16995