أصرّ صاحبنا (التُّرهي) أن يرافقني برحلة صيد (ممتعة) على ذمته… ورغم أنني لست من هواة الصيد.. ولا أحبذه من منطلق الحفاظ على التكامل البيئي… إلا أن (التّرهي) أكد أن الهدف ليس صيد العصافير والطيور الأخرى بقدر ما هو (مشوار) رياضة في (البرية)…
أقنعني… وبينما أنتظره وإذا به قادم باللباس الميداني الكامل… البارودة على كتفه… وزنار الخرطوش يلف خصره… والجعبة المخصصة لوضع (الغلة)…!
لم أكترث كثيراً… وقلت في داخلي ربما يرضي غروره بهذا اللباس….
المهم أخذنا نمشي في البرية بطرقاتها الضيقة والترابية… لاحظت أن صاحبنا (التّرهي) عيونه طائرة… بالسماء وعلى الشجر… بعد أن نقل البارودة إلى وضعية (الدك) عالطاير…
المهم.. بدأ (التّرهي) يصب نار حقده على كل طائر يمر… في السماء… على الشجر…
هنا قلت له: على أساس أن الهدف هو (المشوار) وليس الصيد… فنظر إلي نظرة (استغباء) وقال بلا نفس (ضب بالخرج)…
بادرته: طيب ألا تخاف من (الشرطة)… هناك قرار بمنع الصيد…؟!
هنا لم يكلف نفسه عناء الرد… بل اكتفى بإيماء رأسه (ساخراً)…
وعلى الرغم من محاولة ضبط نفسي إلا أنني لم أجد نفسي إلا وصوتي (يلعلع)… وصداه يملأ الوديان: تقتلون الطيور إرضاء لغروركم… تعتدون على الحرمات… وتفعلون كل ما من شأنه القضاء على التكامل البيئي…
لم يجرؤ (التّرهي) على الرد… بل تركني… وهو يتمتم بعبارات لم أفهم منها سوى (جن الولد)…
شعبان أحمد
التاريخ: الخميس 6-6-2019
الرقم: 16995