على نار هادئة

إذا لم نجد طريق النجاح فعلينا أن نبتكره، وإلا فإن مارد قطاع الدواجن بشقيه العام والخاص سيبقى محكوماً عليه العيش -لشهور أو سنوات إضافية لا أحد يعلم- داخل قمم الصعوبات والمعوقات التي فرضتها الحرب، والتي كانت السبب الرئيس والمباشر في فرملة عجلة الإنتاج قليلاً لا توقفها بشكل كامل.
وباعتبار أن الدنيا – خد وعين كما يقول السلف – فإن إعادة كتابة قصة نجاح جديدة لهذا القطاع بأدوات حديثة ورؤى وقرارات جريئة، تحتاج إلى أكثر من اجتماعات وتصريحات ووعود وتطمينات، تحتاج إلى إرادة وعزيمة ثنائية لا أحادية، واستراتيجية عمل علمية وعملية لا تنظيرية، تأخذ بيد قطاع الدواجن وتنقله من مرحلة المراوحة في نفس المكان، إلى مرحلة التعافي وإعادة الإعمار (خطوة بخطوة) وصولاً إلى استعادة موقعه المميز في صدارة الخريطة العربية والإقليمية التصديرية الكمية والنوعية، طبعاً بعد تأمين حاجة وكفاية السوق المحلية من مادتي بيض المائدة والفروج.
هذا كله وغيره يتنافى جملة وتفصيلاً مع القرارات المتسرعة والمقترحات المسلوقة، لكنه يتوافق في الوقت نفسه وإلى درجة التطابق مع الاستراتيجية الوطنية القائمة على التشخيص الدقيق للمشكلات التي يعاني منها قطاع الدواجن (على نار هادئة) وتوصيف واقع منشآته ولا سيما المتوقفة منها عن العمل، وذلك في خطوة أولى تمهيدية تسبق عملية التحرك الجماعي باتجاه توفير كل مستلزمات تشغيلها وتجهيزها بالمعدات المتطورة والحديثة التي تضمن عودتها القوية إلى العمل، والاتفاق بشكل واضح وصريح بعيداً عن أي شكل من أشكال المواربة على تسوية أوضاع المداجن والمسالخ المخالفة أو كما يحب البعض أن يسميها (غير مرخصة) لنزع صفة (غير المنظم) عن هذا القطاع، وتحديد الأماكن المثلى لإقامة المسالخ، ووحدات تبريد تنسجم مع واقع ومواقع الإنتاج، جنباً إلى جنب مع تفعيل القروض التشغيلية الخاصة بذلك وإطلاق يد المؤسسة العامة للدواجن (نوعاً ما) لشراء قطعان الأمات، وإعفاء المواد الأولية الداخلة في مستلزمات إنتاج الدواجن من الرسوم الجمركية لمدة عام، وتأمين استقرار مدخلات الإنتاج وتخفيض أسعارها الاسترشادية، وتسعير مادة الأعلاف استناداً إلى نسبة البروتين فيه.
هذه المحاولة أو لنقل الإصرار الحكومي لتطويع التحديات التي فرضتها الحرب وتطوير القطاع، لن يكون مصيرها النجاح ما لم (يهز القطاع الخاص) أكتافه لا بالطلبات والإعفاءات والتسهيلات والميزات فحسب.

عامر ياغي
التاريخ: الاثنين 17-6-2019
الرقم: 17002

آخر الأخبار
معركة الماء في حلب.. بين الأعطال والمشاريع الجديدة تأهيل طريق مدينة المعارض استعداداً للدورة ٦٢ لمعرض دمشق الدولي التوجه إلى التمكين… "أبشري حوران".. رؤية استثمارية تنموية لإعادة بناء المحافظة السيطرة على حريق شاحنة في  حسياء  الصناعية تفاصيل مراسيم المنقطعين والمستنفدين وتعليماتها بدورة تدريبية في جامعة اللاذقية الكيماوي… حين صارت الثقافة ذاكرة الدم  واشنطن في مجلس الأمن: لا استقرار في سوريا من دون عدالة ومشاركة سياسية واسعة  " التلغراف ": الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع بالعالم ستعلن للمرة الأولى "المجاعة" في غزة ضبط لحوم فاسدة في حلب وتشديد الرقابة على الأسواق تنظيم سوق السكن في حلب والعمل على تخفيض الإيجارات "المجموعة العربية في الأمم المتحدة": وحدة سوريا ضمانة حقيقية لمنع زعزعة الاستقرار الإقليمي بين الهجوم والدفاع.. إنجازات "الشيباني" تتحدى حملات التشويه الإعلامي منظمة يابانية: مجزرة الغوطتين وصمة لا تزول والمحاسبة حق للضحايا مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة