دخل صقور الإدارة الأميركية ومن يتبع لهم خليجياً وصهيونياً في بورصة تضليل جديدة تجاه إيران من أجل إشعال فتيل الحرب معها، على خلفية حادثة الهجوم على ناقلتي نفط في بحر عمان، حيث تكشف هذه الحملة المسعورة عن رغبة عارمة في تخريب الأمن والاستقرار الدوليين في بقعة حساسة وحيوية من العالم لإرضاء نزق وجشع دعاة وتجار الأسلحة والحروب حول العالم.
فما أن تم الإعلان عن الحادثة حتى سارع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لاتهام إيران علانية دون أي دليل يُعتد به قانونياً أو يحترم عقول المراقبين لأحداث المنطقة وتطوراتها، في محاولة منه للضغط على الرئيس المتهوّر دونالد ترامب ودفعه لأخذ قرار متهور بالحرب على إيران، في حين تفتقت «عبقريات» الإعلام الخليجي عن روايات تثير السخرية في تناولها السخيف والمبتذل للحادث وغاية إيران منه، في استنساخ نمطي وممجوّج لروايات الحرب على سورية، حيث كان التلفيق والاختلاق والكذب أبرز ما تتضمنه روايات هذا الإعلام المأجور.
يُدرك العالم أجمع أن أميركا هي التي تصنّع وتشن الحروب حول العالم، بعد أن تقوم باختراع المبررات والذرائع المناسبة لها، ولا يهم بعد ذلك أن تبين لهذا العالم أنها مبررات أو ذرائع كاذبة كما جرى إبان غزو العراق، والغاية من ذلك هو ذر ّالرماد في عيون المجتمع الدولي وجرّ الأتباع والحلفاء للمساهمة في الحرب المقررة مسبقاً ودفع تكاليفها، ولذلك سيكون من الصعب على عدد من حلفاء أميركا، الذين سبق أن انساقوا خلف أكاذيبها وتورطوا بحروبها العبثية، تصديق روايتها الجديدة بخصوص ما جرى في بحر عمان، ولا سيما أن مثل هذه الاتهامات لُفقت لإيران قبل شهر تماماً بخصوص تخريب أربع سفن تجارية في ميناء الفجيرة الإماراتي، حيث لم يؤكد أي دليل علاقة إيران بالحادث.
من الواضح هنا أن ثمة جهات بعينها مصرّة على الحرب وراغبة بها وهذا سيدفعها للمزيد من افتعال الأحداث الخطيرة التي تدفع بهذا الاتجاه، وهذا ما يضاعف مسؤولية المجتمع الدولي ودوله الكبرى تجاه منع أي سيناريو تصعيدي والضغط على الجهات المحرضة، لأن حرباً جديدة في هذه المنطقة سيدفع العالم بأثره أثمانها الباهظة، ما يحتم عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي مع إيران والكفّ عن استفزازاتها وضغوطها وعربدتها العسكرية.
عبد الحليم سعود
التاريخ: الاثنين 17-6-2019
الرقم: 17002