لاتكمن أهميته لأنه في الواجهة فقط, بل لأن مستوى المسلسل يتأثر بمدى قدرته على السير ببساطة داخليا وخارجيا الى دوره بسلاسة, يتعايش مع تقلبات دوره, متقنا تكنيكه الأدائي وكأنه عاش عمرا مع شخصيته الملتقطة للتو..!
الممثل السوري اليوم يلاقي رواجاً وانتشاراً, وأجوره ترتفع, والطلب يتزايد عليه, خاصة نجوم الصف الاول, رغم ايجابيات هذا الامر, الا أنه وضع درامانا في مأزق له.. فهي لاتتمكن من تخصيص الجزء الاكبر من ميزانية العمل لصالح الممثل الرئيسي على حساب مستلزمات العمل الاخرى.ومن جهة اخرى تعمقت مشكلة الحضور التمثيلي في الدراما السورية خلال السنوات العشر الاخيرة, بعد هجرة عدد كبير من الممثلين..!
«رب ضارة نافعة» مثل جسد فعليا, حين فتحت أبواب العمل لجيل واسع من الممثلين الشباب, بدأنا نلاحظ ارتقاء أدائهم التمثيلي الى مستوى الشخصية التي يؤدونها, كما ان العمل الدرامي ككل يرتفع بممثليه المخضرمين والشباب, ليقدمهم بطريقة تليق بمن قد يشقون خطاهم بهدوء وثقة وتمكن نحو البطولات الاولى, او يسقطون في اختبار جماهيري, لاينفع معه ترانيم المديح الفارغة..!
منذ اكثر من ثلاث سنوات ونحن نشهد ضخا مهما لجيل درامي شاب, يغني الاعمال السورية في أدواره, لايكاد يمر موسم دون ولادة فنان يتقدم من الصفوف الخلفية بسلاسة, نراهم عجينة طيعة في أيدي مخرجي العمل, خاصة اولئك الذين يتقنون فن التعامل مع الممثل ويخرجون مافي اعماقه من ابداع وموهبة.
نعيش في مواسمنا الدرامية مع ترنيمة مبدعة, تلائم جيلا دراميا شابا, يتفتح في ظروف استثنائية, يقع على عاتقه انطلاقة جديدة للدراما السورية, وهي تعيش على اعتاب انعطافة مهمة, سيكون فيها لهذا الجيل شأن ليس في مجال التمثيل فحسب, بل وفي مختلف مجالات العملية الابداعية, الدور الاكبر في النهوض, بما يضمن مستقبلا ألا تنزف كوادرها, او تطأطئ رأسها بحثا عن اموال خارجية ترتهن لها, جيل قد يتمكن من شطب ظلال الماضي, معتبرا اياها مجرد كابوس مضى..!
soadzz@yahoo.com
سعاد زاهر
التاريخ: الاثنين 17-6-2019
الرقم: 17002