لا يكفي أن نسمع هنا إدانة أو كلمة تقال ويمضي الأمر إلى صمت مطبق وربما إلى أجل غير مسمى ولا ندري لماذا هذا الصمم والعمه عن الوقائع التي تقود العالم إلى كوارث كبرى لا يمكن التكهن بما ستؤول إليه.. وحينها لا ينفع الوقوف على أطلال ما كان، لاسيما أن محراك الشر الصهيوني يعمل بكل الاتجاهات ولن يهدأ على ما يبدو حتى يشعل ناراً لا تنطفيء
ليس ما تمارسه العصابات الإرهابية على الأرض السورية بنتاج جديد كلون إرهابي لأنه وليد الغرب الذي مارسه قبلها وغذاه ورعاه وعمل على الاستثمار فيه وطور أساليبه ورعاها لتكون أدواته الجديدة حيث يريد الدمار والخراب والمشهد الذي يلف المنطقة من كوارث الإرهاب الصهيوني إلى العصابات الإرهابية التي تتبع سياسة الأرض المحروقة التي كانت سياسة الغرب في كل منطقة حل فيها إلى الكيان الصهيوني ..
المشهد واحد منذ قرون إلى اليوم، لايمكن للمرء أن يميز بين ما يمارسه الكيان الصهيوني في الجولان بدعم ورعاية من الغرب ومروراً بتزوير التاريخ ومحاولة تقديمه قبيل انعقاد ما سمي مؤتمر المنامة أو البحرين تمهيداً لصفقة القرن..
نتنياهو يعمل على الظهور وقد زوّر تاريخ الأقصى وغيره ويظن أنه قادر أيضاً على تسويغ احتلال الجولان من خلال عقد جلسة فيه لحكومة احتلاله ولا يمكن لأي قرار مهما كان مصدره أن يمنحه القوة والحق باحتلال أرض ليست ملكه فلا ترامب ولا محاولة نتنياهو رد جميل العدوان بتسمية مستعمرة باسمه تغير بالأمر .. الجولان سوري الانتماء والواقع والغد وأهله عبروا عن ذلك ..
واللافت أن عصابات الإرهاب على الأرض السورية تعمل وفق تناغم غريب عجيب مع كل ما يفعله الكيان الصهيوني.. وهذا ليس ادعاءً أبداً فماذا يعني أن يبقى استهداف المدنيين في حلب أو ريف حماة ويزداد هذا الجنون للتغطية على ما يقوم به الكيان الصهيوني، وهذه حالة شراكة عدوانية تظهر بشكل جلي وواضح كلما حشر أحد طرفيها واقترب من الهزيمة..
ألا تقوم إسرائيل بالعدوان المباشر كلما هزم الإرهاب في الميدان السوري؟ الواقع يشي بكل شيء تاريخ أسود من الإرهاب الغربي تمظهر بأكثر صوره بشاعة، وهو عار على المجتمع الدولي المدعي أنه يعيش عصر القانون الدولي.
كتب ديب علي حسن
التاريخ: الثلاثاء 18-6-2019
الرقم: 17003