أفعال الدول الداعمة للإرهاب وممارساتها في السر وشيء من العلن، تتناقض كلياً مع كلام مسؤوليها وشعاراتهم التي يرفعونها ويطبلون بها ليلاً نهاراً تحت عنوان «محاربة الإرهاب»، وما يجري في إدلب ومنطقة التنف والجزيرة السورية أوضح دليل على هذه الأفعال الصارخة المنتهكة للقانون الدولي وشرعية الأمم المتحدة.
ففلول تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين المنتشرين في بعض المناطق السورية، و»على عيون كل شعوب العالم» يحظون بكل الرعاية والدعم من قبل أطراف العدوان على سورية، وفي مقدمتهم إدارة البيت الأبيض ونظام أردوغان، بالرغم من أن هذين التنظيمين الإرهابيين مدرجين على لوائح التنظيمات الإرهابية في جميع دول العالم تقريباً، ولدى منظمة الأمم المتحدة أيضاً، ومنذ عدة سنوات، وصدرت بخصوصهما قرارات كثيرة من مجلس الأمن الدولي.
وكأن المجتمع الدولي أصابه العمى، أو بالأحرى يتعامى عما يقوم به تنظيم جبهة النصرة التابع لتنظيم القاعدة ومن معه، بالتعاون المفضوح مع جيش أردوغان واستخباراته في ريفي إدلب وحماة، من فظائع بحق الأهالي المدنيين هناك، والتي تمثلت باحتجاز الأطفال والنساء والشيوخ كدروع بشرية، وممارسة كل أشكال الإرهاب عليهم، إضافة إلى قيام الإرهابيين بحرق المحاصيل الزراعية في العديد من القرى كعقاب لهؤلاء العزل على وطنيتهم التي يبدونها في وجه الإرهاب ولتمسكهم بدولتهم رغم كل الصعاب، وهذا الأمر نفسه تمارسه التنظيمات المرتبطة بواشنطن في أرياف الحسكة ودير الزور.
وتستمر الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة بمواقفها السلبية تجاه سورية بحسب توجيهات واشنطن، وتمعن بأخذ دور «المتفرج الأعور»، الذي لا يرى سوى ما يريد أن يراه من المشهد السوري، من دون أن يلامس المسببات الحقيقية للأوضاع الصعبة التي تعيشها سورية، والتي ترجع بمجملها لدعم أطراف العدوان للتنظيمات الإرهابية العالمية واجراءاتهم الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب ضد الشعب السوري، الأمر الذي سيضع المجتمع الدولي والنظام العالمي ككل في مهب رياح الإرهاب، ما لم تستفق المنظمة الأممية قبل فوات الأوان، وتبادر: أولاً إلى دعم سورية في معركتها ضد الإرهاب، وثانياً رفع كل الاجراءات الاقتصادية الجائرة عنها.
راغب العطية
التاريخ: الخميس 20-6-2019
رقم العدد : 17005