لايزال المواطن في حالة من التساؤل المقرون بالاستغراب في أوقات مختلفة نتيجة عدم التوضيح أو التصريح من الجهات الحكومية المعنية حول قضايا تهمه.
وفي الحقيقة نحن لا نعرف الأسباب التي تمنع هذه الجهة أو تلك من التعامل بالشفافية المطلوبة والاكتفاء بلغة الصمت المقيتة رغم ثبوت عدم جدواها.. لا بل رغم ضررها الكبير على الجميع.. وضمن إطار ما تقدم نتساءل كما يتساءل الكثيرون عن سر غياب أي تصريح رسمي بخصوص الأسباب التي أدت إلى ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية خاصة وأنه وصل خلال أيام قليلة إلى أرقام غير مسبوقة حتى في أحلك الظروف التي مرت على بلدنا؟! وأيضاً عن سر استمرار الفارق الكبير بين السعر الرسمي والسعر غير الرسمي، ومن ثم انعكاسات هذا الفارق على ورود الحوالات من الخارج وعلى العقود الخارجية وغيرها؟.
وهذا التساؤل الشفاف يترافق مع أسئلة أخرى تتعلق بآثار وتداعيات هذا الارتفاع على الناس والاقتصاد الوطني.. ومنها هل تستطيع الحكومة منع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية طرداً مع ارتفاع سعر الصرف وبما يمنع من زيادة الضغوط على المواطنين خاصة أصحاب الدخل المحدود الذين بقي دخلهم على حاله رغم كل الارتفاعات التي حصلت في الأسعار؟ ثم هل تعلم أن ارتفاع سعر الصرف باستمرار من شأنه زيادة الفقر في المجتمع وزيادة نسبة البطالة مع تداعيات سلبية مختلفة لا تعد ولا تحصى؟
لكن لا بد من القول إنه رغم هذه التساؤلات وغيرها، ورغم أهمية وضرورة الإجابة عليها بشفافية، ورغم القلق الذي ينتاب المواطنين بسبب سوء الإدارة في الكثير من المفاصل.. ما زالت ثقة أغلب المواطنين السوريين قوية بليرتهم وبعناصر القوة في اقتصادهم الوطني وما زالوا محكومين بأمل معالجة الواقع والانتقال إلى الأفضل قبل فوات الأوان.
هيثم يحيى محمد
التاريخ: الخميس 20-6-2019
رقم العدد : 17005