هل يسقط بن سلمان بضربة (الخاشقجي) وجرائم الحرب في اليمن..؟!

 

ثمة (أدلة موثوقة) تؤكد ضلوع ولي العهد والحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية محمد بن سلمان بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الأمر الذي يستدعي بالضرورة إجراء تحقيق معه بهذا الشأن، وذلك وفقاً لما طالبت به مقررة الأمم المتحدة.
في بادئ الأمر، نفت الرياض تورط حكومتها بمقتل الخاشقجي بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول بتاريخ 2 تشرين أول الماضي، ومن ثم اعترفت بعملية الاغتيال الوحشي، لكنها ادعت بأن هذه العملية ارتكبها فريق مؤلف من خمسة عشر رجلاً كانوا بانتظار الخاشقجي داخل بناء القنصلية.
وذكر التقرير مواقف رهيبة تقشعر لها الأبدان في التسجيل الصوتي للحظات الأخيرة من مقتل الخاشقجي، وذلك عندما أدرك بأن مسؤولي الأمن السعودي تجمعوا حوله عازمين على قتله، إذ سُمع في التسجيل صوت الخاشقجي يقول (هناك منشفة، هل ستقومون بتخديري؟)فأجاب الرجل: (نعم سنخدرك)، ويذكر التقرير بأن ثمة لغطاً وحركات سريعة جرت خلال مقتل الصحفي كان من نتائجها تقطيع أوصاله.
تدعي الحكومة السعودية بأن العاهل السعودي والملك سلمان لم يكونا على اطلاع بالعملية مسبقاً. لكن تشير الشكوك أن عدداً كبيرا من الطاقم الذي سافر إلى اسطنبول واتجه إلى القنصلية ينتمي للدائرة المقربة من الأمير محمد بن سلمان، كما يؤكد مسؤولون أميركيون بأن عملية القتل ما كانت لتتم دون معرفة واطلاع من ولي العهد السعودي، وفي هذا السياق، قال السيناتور الجمهوري ماركو روبيو في جلسة عقدت في واشنطن مطلع العام الحالي أن لدى ولي العهد السعودي (عصابة كاملة) تعمل تحت إشرافه الأمر الذي أكده سيناتور ديمقراطي آخر.
وفي تقرير نشر يوم الأربعاء، أكدت محققة الأمم المتحدة إينس كلامارد ضلوع السعودية في عملية (القتل المتعمد والمدبر)
من الصعوبة بمكان تفهم الأسباب والدوافع لتنفيذ عملية القتل، لكن بات من المعلوم بأن الرجل الأقوى في السعودية محمد بن سلمان يلعب دوراً بارزاً في تصعيد المواجهة بين الولايات المتحدة (التي تتلقى التحريض من قبل إسرائيل) والسعودية والإمارات من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى، حيث يدعم الرئيس ترامب السعودية على نحو واسع ولم يتوان عن توجيه الاتهامات لإيران بالهجوم على السفن الرابضة قبالة الخليج، لكنه، مع ذلك، سيواجه صعوبة في تبديد الشكوك الدولية التي تقول بانخراط السعودية في التخطيط والتآمر لإشعال الحرب الأميركية- الإيرانية دون أن تفصح الحكومة السعودية على نحو مقنع عن الجهة التي أصدرت الأوامر بقتل الخاشقجي.
لكن قضية الخاشقجي لم تكن بالتهمة الوحيدة، إذ أنها لا تشمل سوى مقتل شخص واحد، لكن ثمة تقارير صدرت في هذا الأسبوع، تشير إلى أن عدد القتلى في اليمن نتيجة التدخل العسكري الذي ينضوي تحت القيادة السعودية منذ آذار عام 2015 قد فاق 91000 شخص، وذلك جراء أعمال العنف الممارسة على مواطني هذا البلد مع الأخذ بالاعتبار أن هذا الرقم لا يضم الأعداد الهائلة لليمنيين الذين لقوا نحبهم نتيجة الجوع ومرض الكوليرا.
وتوصلت منظمة (مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها) التي مقرها الولايات المتحدة إلى أن عمليات القتل الواسعة كانت بناءً على أوامر وجهها محمد بن سلمان، الذي يتولى منصب وزير الدفاع على مدى السنوات الأربع والنصف الأخيرة، بغية تحقيق الفوز على اليمنيين، ويرى العديد بأن هدف الحرب التي شنت على اليمن يكمن في تعزيز موقف الأمير محمد الذي يسعى للاستحواذ على السلطة في البلاد بشكل كامل.
إن نظرة يمكن أن نلقيها ونستعرض بها واقع حاكم المملكة العربية السعودية تؤكد لنا أنه يأخذ بالحلول التي تنم عن سوء التقدير والنزوع لأعمال العنف مثل العملية التي تم بها اختطاف رئيس الوزراء اللبناني، واحتجاز كبار رجال الأعمال السعوديين داخل أحد الفنادق، وتصعيد الحرب على سورية ما استدعى القيام بتدخل من القوات العسكرية الروسية.
فاجأت وكالة الاستخبارات الألمانية عدداً من الدبلوماسيين في برلين بنشر مذكرة تتألف من صفحة ونصف تتحدث عن تبني السعودية (لسياسة التدخل) وتصور الأمير محمد بن سلمان بالمقامر السياسي الذي يسعى لزعزعة استقرار العالم العربي، لكن ما لبث أن سحب التقرير على نحو سريع.
وهناك تحرك حزبي متزايد داخل الكونغرس يناهض الروابط الوثيقة التي تقيمها عائلة ترامب مع عائلة ولي العهد السعودي، كما أن العديد من الحكومات في الدول الأخرى تتفاوت مواقفها بين متملقة للأمير محمد وبين من ينظر إليه على أنه لغم سياسي ناري من المحتمل انفجاره في أي لحظة وفي أي اتجاه.
لا ريب بأن العديد من قادة الدول حول العالم ستبذل المحاولات لتجاهل ما خلص إليه تقرير الأمم المتحدة الذي توصل إلى أن وفاة الخاشقجي (كانت جريمة قتل خارج نطاق القضاء وتتحمل الدولة السعودية المسؤولية التامة عنه). لكن يجب على أولئك القادة الأخذ بالاعتبار مخاطر التقارب مع شخص ودولة تشكل سياساتها الغريبة والعنيفة مخاطر تطول الجميع.

 

The Independent
بقلم: باتريك كوكبرن
ترجمة: ليندا سكوتي

التاريخ: الجمعة 21-6-2019
رقم العدد : 17006

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق