مزيد من الأوهام..

مع كل فشل جديد يواجه المشاريع الأميركية، تعيد واشنطن تدوير زوايا الإرهاب، وترسم إحداثيات تمدده على الأرض، علَّها تحقق ما عجزت عنه سابقاً، بهدف تثبيت تموضعها الاحتلالي.
قبل عدة أشهر أطل علينا ترامب متباهياً، وكأنه فعل المستحيل، مدعياً أنه هزم إرهابيي داعش، الذين هم أصلاً أزلامه وأتباعه، ليطل هو نفسه اليوم ويطلق العنان للسان مراكز بحوثه، وتقاريره الاستخباراتية، لتدلو بجديد ما يعتمل في مبتغاه السياسي، بأن داعش يرمم نفسه في سورية والعراق، ويستعد لموجة جديدة من الهجمات، قد تكون وجهتها أوروبا.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن هذا التنظيم الإرهابي بحسب تلك التقارير الأميركية، لا يزال يتلقى الدعم والتمويل من الجهات الدولية، التي تتبنى فكره، وتوجه زناد إرهابه، وتحرك ساطوره الدموي إلى صدور السوريين والعراقيين.
الغريب هنا بأن الإدارة الأميركية هي وحدها التي تتفرد، وحصرياً بأخبار الإرهابيين، بغض النظر عن التنظيم الإرهابي الذي ينضوون تحت مسماه، كما أنها هي دائماً من تطلعنا عن تحركات إرهابيي داعش، أين كانوا، وأين توجهوا، ومن هنَّ زوجاتهم، وما جنسياتهم، وكم عدد أطفالهم، ولكن كيف تحصل على كل هذه المعلومات، وإذا كانت بريئة كما تدعي لماذا لا تحاسب الممولين لهم وتضعهم خلف القضبان الأممية؟!.
هل تمارس واشنطن الشعوذة السياسية، أم أن الأمر باختصار لا يعدو عن كون ترامب و السي آي إيه، أدرى بأوكار وجحور دواعشهم، وأسمائهم، طالما أنهم يتقاضون رواتبهم من البيت الأبيض، ويتلقون أوامرهم من هناك أيضاً.
هو المارد الداعشي إذاً أراد له سيده الأميركي على ما يبدو أن يخرج من قمقمه من جديد، فمهمته في سورية لم تنته إلى الآن، كما أنه لم يقم بكل المهام التخريبية التي أنيطت به، ولا بد من شرعنة ومسوغات يبني المحتل الأميركي أكاذيبه عليها، ليبرر بقاء قواته الغازية على أراضينا.
ولنا هنا أن نسأل ترامب، هل تخشى حقاً دماك الملتحية، وكيف تخشاها إذا كان خليفتهم البغدادي قد بايعك أصلاً، حتى نال رضاك الذي أوصله ليتزعم تنظيم الإرهاب الأميركي هذا؟!.

ريم صالح

 

التاريخ: الأربعاء 3-7-2019
رقم العدد : 17015

آخر الأخبار
الشركة العامة للطرقات تبحث عن شراكات حقيقية داعمة نقص في الكتب المدرسية بدرعا.. وأعباء مادّيّة جديدة على الأهالي اهتمام إعلامي دولي بانتخابات مجلس الشعب السوري إطلاق المؤتمر العلمي الأول لمبادرة "طب الطوارئ السورية" الليرة تتراجع.. والذهب ينخفض حملة "سراقب تستحق" تواصل نشاطها وترحل آلاف الأمتار من الأنقاض مؤسسة الجيولوجيا ترسم "خريطة" لتعزيز الاستثمار المعدني تعاون رقابي مشترك بين دمشق والرباط تراجع الأسطول الروسي في "المتوسط".. انحسار نفوذ أم تغيير في التكتيكات؟ إطلاق الكتاب التفاعلي.. هل يسهم في بناء نظام تعليمي متطور؟  خبز رديء في بعض أفران حلب "الأنصارية الأثرية" في حلب.. منارة لتعليم الأطفال "صناعة حلب" تعزز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية لبنان: نعمل على معالجة ملف الموقوفين مع سوريا  شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا