الزمن المفقود

 ما زال القول المأثور الذي ملأ السمع يتردد حتى اليوم وسيبقى للدهر كله: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، أبجديات أولى حفظناها مذ كنا على خشب المدرسة، لا أقول المقاعد، لأنها لم تكن مقاعد، بل بقايا من خشب كله نتوءات وعقد، وصاحب الحظ السعيد من يجد طرفاً سليماً من خشبة يتكيء عليه، وعلى اللوح الخشبي المحفور بزواريب ناعمة، كانت حكمة دائمة يحرص عليها المعلمون: الوقت…
نرددها أولاً، ومن ثم نمضي إلى الدراسة، في الطريق إلى البيت ثمة عيون ترقبنا إن كان التلكوء سيد الموقف، هناك من يرعى وقتك، يريدك أن تكون قابضاً عليه، لا أن يقطعك، ليس الأمر مقارنة أبداً، بل بكاء على ما كان، نعم بكاء أسود على حال تغير على نحو لا يمكن القول إنه رديء، فالرداءة أقل ما يمكن أن يعبر عما نحن فيه من هدر للوقت، للزمن، للحياة للفعل، ملوثات اليوم ومضيعاته صارت أكثر من أن تحصى.
ما يقودنا إلى هذا الحديث إعلان وزارة التربية موعد بدء العام الدراسي بتقديمه ستة أيام عما كان سابقاً، سمعت الكثير مما قيل بالأمر، مع أو ضد، والحقيقة أن حزناً وقهراً عميقين يدخلان النفس حين تسمع هراء ما بعده هراء، يأتي من بعض من يجب أن يكون حامياً للزمن، هذا يستهجن وذلك يتمتم: لماذا هكذا..؟
غريب أمر هؤلاء، لماذا لا نسمع منهم كلمة حول الزمن المهدور، كيف يعمل الكثيرون على تعطيل طاقات الحياة، لا أعرف مكاناً في العالم لديه هدر الزمن يدعو للفرح كما نحن، الأطفال حين يعودون من مدارسهم قبل أيام عطلة ما، يتهامسون: المعلمة قالت: (بكرة مراجعة وتسميع لمن سوف يداوم)، المعلمة قالت: (بكرة ما عنا شيء)… الآنسة قالت.. المعلم قال.. تمتد العطلة بدل اليوم أياماً، وبدل الأيام أسبوعاً..
قبل العطلة، نعطل يوماً أو يومين، وبعدها يومين، وما بينهما استعداد للعطل، بحساب بسيط نجد أن أيام العطل أكثر من أيام الدوام، وغير ذلك كثير كثير، ليس في المدارس وحدها إنما مؤسسات الدولة والدوائر الرسيمية وغيرها، مجموع أعيادنا وعطلنا الرسمية وحدها كافية لاستراحة شعب كان يقاتل من ألف عام، صحيح أننا نتوق لاستراحة ما، ولكن ماذا عن الطاقات المهدورة؟ هل نعمل على قاعدة أننا سواء أتينا العمل أم لا، فنحن سنأخذ رواتبنا، سيكون إنتاجنا وفيراً؟
أليس من الضرورة بمكان أن نعمل على زيادة وتيرة العمل، والحفاظ على الزمن، استثماره؟ ترى هل تتفضل حكومتنا بموسم الأعياد القادمة وتقول: يجب التقيد بالعطل الرسمية تماماً، وألا تزيد عليها، اللهم إلا إذا كانت ترى أن دوامنا وعدمه سواء، ولا أعتقد ذلك، لنكن أبناء الفعل لا العطالة.

ديب علي حسن
التاريخ: الجمعة 5-7-2019
الرقم: 17017

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة