مع تصاعد الاستفزازات الأميركية والأوروبية ضد روسيا، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الأمن الأوروبي الأطلسي يشهد حالة من الأزمة، معتبرا أن هذا الأمر ناجم عن أنشطة الناتو وبينها اقتراب بنيته العسكرية من حدود روسيا.
وقال لافروف في تصريح صحفي أدلى به أمس عقب مشاركته في اجتماع لدول منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عقد بسلوفاكيا: تمت مناقشة ظروف الأزمة التي يشهدها في الوقت الراهن الأمن الأوروبي الأطلسي، وأنتم تعلمون ما هي الظروف التي تؤثر على هذا الواقع، وهي استمرار تنمية الناتو لعضلاته العسكرية واقتراب بنيته العسكرية من الحدود الروسية والمطالبة بزيادة الميزانيات العسكرية دون أي مراجعة، لا سيما أنها أكبر لدى دول الناتو 20 مرة من إنفاق روسيا في هذا المجال.
وأضاف لافروف: وبالطبع تعرض هذا الوضع للتأثير في ظل ما حدث لمعاهدة نزع الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، والتي تفقد وجودها بسبب الإجراءات الأحادية الجانب من قبل الولايات المتحدة ورفضها حتى دراسة التوضيحات التي كنا مستعدين لتقديمها، وهم تجاهلوا المقترح بتنظيم عرض مفصل لهذه الأسلحة أمامهم والرد على أسئلتهم.
وأشار لافروف إلى أن مثل هذه الإنذارات أصبحت أسلوبا عاديا للإدارة الأميركية، مضيفا: لا أعتقد أن هذا الأمر يزيد من النجاحات في الساحة الدولية.
وشدد على أن الوضع خطير بما فيه الكفاية ويتطلب حلولا وخطوات عملية لحلحلة التوتر ووقف التصعيد، موضحا: ومع ذلك نأمل، وهو ما أكدناه اليوم، في أن يؤدي الحوار الممنهج إلى نتائج ملموسة في المستقبل الأقرب، ومن الواضح مع ذلك أن الوضع يختلف تماما عما كان عليه في 2011، عندما تم تبني اتفاق فيينا حول إجراءات الثقة، حيث يطالب زملاؤنا الغربيون بتنسيق خطوات إضافية ومزيد من الشفافية، لكن الوضع اليوم مختلف لأنه يجري تعزيز البنية العسكرية للناتو مع اقترابها من حدودنا.
وفي سياق الاستفزاز الأوروبي المتعمد، نفذت طائرة تابعة لسلاح الجو البريطاني صباح أمس مهمة استطلاعية قرب السواحل الروسية على البحر الأسود.
وأفاد موقع» بلان رادر» المتخصص في متابعة حركة الطيران، بأن طائرة تجسس إلكتروني بريطانية قد نفذت تحليقا دائريا قرب منطقة نوفوروسييسك على بعد حوالي 61 كيلومترا عن الشاطئ.
وحسب الموقع فإن الطائرة حلقت قرب سواحل البحر الأسود الروسية، مقتربة منها في منطقة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم لمسافة حوالي 100 كيلومتر، ثم عادت إلى مطار التمركز.
يذكر أن طائرات مسيرة أجنبية وطائرات تجسس، بما فيها الأميركية، كثّفت وجودها قرب الحدود الروسية في الآونة الأخيرة، حيث تم رصدها في منطقتي البحر الأسود وكالينينغراد.
ويرفض البنتاغون وقف العمليات التجسسية قرب الحدود الروسية رغم مطالب وزارة الدفاع الروسية المتكررة بهذا الشأن.
وفي سياق ذو صلة أعلنت بريطانيا أنّها منعت المؤسّستين الاعلاميتين الروسيتين «آر تي» و»سبوتنيك» من حضور مؤتمر عالمي حول حرية الإعلام يعقد في لندن.
وكان السفارة الروسية في لندن استنكرت القرار معتبرة إيّاه «مييزاً مباشراً بدوافع سياسية، ومؤكّدة أنّها تقدّمت بشكوى إلى وزارة الخارجية.
وقد اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميترى بيسكوف إن منع الخارجية البريطانية حضور صحفيين من شبكة /ارتي/ ووكالة /سبوتنيك/ الروسيتين للمؤتمر مظهر من مظاهر السخافة.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن بيسكوف قوله للصحفيين أمس: لا يمكن أن يكون هناك نقاش جدي حول حرية الصحافة في بيئة يمنع فيها الصحفيون من الحضور وهذا هو أبرز مظهر من مظاهر العبثية والسخافة.
وتواجه وسائل الإعلام الروسية العديد من الهجمات على مدار السنوات القليلة الماضية بما في ذلك قرار صادر عن البرلمان الأوروبي في عام 2016 والذي ادعى أن شبكة ار تى وسبوتنيك كانتا تمثلان تهديدات رئيسية له.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأربعاء 10-7-2019
رقم العدد : 17020