«الأوروبي» يناور ويدعو لاجتماع طارئ.. وروسيا تحمّل أميركا مسؤولية التصعيد… طهران: لن نستسلم.. والتزامنا بالاتفاق النووي مرهون بتنفيذ أوروبا لتعهداتها

وسط تداعيات القرار الإيراني بتنفيذ الخطوة الثانية في إطار إجراءات الرد على التصعيد الأميركي، وعدم التزام الأوروبيين بتعهداتهم بشأن الاتفاق النووي، أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أن بلاده ستلتزم بتعهداتها في الاتفاق طالما التزمت أوروبا بتعهداتها.
وقال ربيعي في كلمة له أمس: جميع ما تقوم به إيران يهدف إلى حفظ الاتفاق النووي وحث الجانب الآخر على الالتزام بتعهداته.
وبين المتحدث باسم الحكومة الإيرانية أن هدف الإدارة الأميركية الرئيس هو ممارسة أقصى الضغوط ضد الشعب الإيراني كي يستسلم وينصاع لها، مؤكدا أن هذا الشعب سيظل صامدا وسيتخطى هذه المرحلة بكل قوة واقتدار.
وفيما يتعلق برفع إيران مستوى تخصيب اليورانيوم جدد ربيعي التأكيد على أن هذا الإجراء يدخل في مصلحة البلاد مشيرا إلى أن بعض الغربيين يطلقون ادعاءات كاذبة حول سعي إيران للحصول على سلاح نووي بينما الحقيقة هي أن استراتيجية إيران تتعارض مع امتلاك أي نوع من أسلحة الدمار الشامل .
من جانب آخر ندد ربيعي بالحظر الأميركي والإجراءات الأحادية على إيران مؤكدا أن هدفها زعزعة الرأي العام داخل البلاد.
في الأثناء أعلن اللواء حسين سلامي القائد العام للحرس الثوري الإيراني أن إيران تخوض حربا شاملة مع الأعداء ولن تهزم في أي حرب يمكن أن تقع.
ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن سلامي قوله: إن التوتر الأخير بين طهران وواشنطن وإسقاط الطائرة الأميركية المسيرة التي انتهكت أجواء إيران يظهر أنه بمرور الوقت ستتوسع دائرة نطاق الحرب مع الأعداء، مشيرا إلى أن إستراتيجية العدو تتغير حسب الظروف «فهو قد يلجأ للخيار العسكري أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي وأحيانا قد يمزج بين هذه المجالات».
وأكد اللواء سلامي أن الحرس الثوري هو قوة إستراتيجية لإيران وحقق تطورا كبيرا في جميع المجالات.
من جهته أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري أن احتجاز ناقلة النفط الإيرانية من قبل بريطانيا في المياه الدولية خطوة انتقامية لن تبقى دون رد.
ونقلت وكالة /تسنيم/ للأنباء عن باقري قوله: إن بريطانيا أرادت أن تنتقم من الرد المباشر والشفاف والشجاع للقوات المسلحة الإيرانية ضد طائرة مسيرة معادية، في إشارة إلى إسقاط طهران طائرة التجسس الأميركية من طراز «غلوبال هوك» مضيفا أن إيران اليوم تتمتع بقوة ضرورية ومناسبة في المجالات الصاروخية والبحرية والدفاع الجوي.
وأوضح باقري أن العدو هو من ينكث العهود فيما أثبتت إيران أنها لا ترغب بالحرب ولا تدعو اليها كما أنها لا تنوي نكث الوعود و لا الاعتداء على الآخرين إلا أنها قررت منذ آذار الماضي انتهاج إستراتيجية جديدة تقوم على عدم الخوف من الحرب.
وأضاف أن التفاوض في هذه المرحلة يعني الاستسلام لذلك نقول إن إيران ترفض التفاوض مشددا على أن القوات المسلحة الإيرانية جاهزة للرد فورا على أي إجراء من قبل الأعداء.
في الأثناء أصدر الاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا وبريطانيا بيانا مشتركا يحث إيران على للالتزام الكامل بالاتفاق النووي المهدد بالانهيار ويدعو اللجنة المشتركة للاتفاق لعقد اجتماع طارئ.
وفي بيان صدر أمس أعرب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي والدول الثلاث عن قلقهم من تجاوز إيران الحد المسموح به من إنتاج اليورانيوم المخصب المنصوص عليه في الاتفاق النووي، وحثوها على العودة للالتزام ببنوده، وتجاهل البيان حقيقة أن الأوروبيين هم من لم يلتزموا ببنود الاتفاق انصياعا للضغوط الأميركية.
وجاء في البيان: نبدي قلقنا العميق من عدم وفاء إيران بعدد من التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة «الاتفاق النووي» على حد تعبير البيان.
وأشار البيان إلى أن إيران سبق وأكدت رغبتها في البقاء ضمن الاتفاق الموقع في 2015، مضيفا: فينبغي عليها أن تتصرف على هذا الأساس وتتراجع عن هذه الأنشطة كي تعود دون تأخير للامتثال الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة.
ودعا البيان اللجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة التي تضم حاليا الأطراف الدولية المتبقية في الاتفاق، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إلى جانب الصين وروسيا، وسابقا الولايات المتحدة قبل إعلانها الانسحاب من الاتفاق، دعاها إلى عقد اجتماع بصورة عاجلة، دون وضع إطار زمني له، حسب ما نقلت وكالة «أسوشيتد برس».
وسبق أن أبلغ الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيو أمانو مجلس المحافظين للوكالة بأن مفتشيها تأكدوا يوم 8 تموز من أن إيران تخصب اليورانيوم فوق مستوى 3.67%» متجاوزة بذلك الحد المنصوص عليه في الاتفاق النووي.
وفي موسكو أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن إيران لا تنتهك التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي برفعها مستوى تخصيب اليورانيوم.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي عقب مشاركته في اجتماع لدول منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عقد بسلوفاكيا أمس: بالطبع لا مصلحة لدينا في حدوث تصعيد للوضع حول إيران والمنطقة بشكل عام ونأمل في ممارستها ضبط النفس لكن لا يمكننا التغاضي عن الحقائق الموضوعية التي تكمن في أن إيران عندما بدأت زيادة مستوى تخصيب اليورانيوم وتجاوزت الحد 67ر3 بالمئة وصولا إلى 5 بالمئة وربما أكثر لاحقا لا تخرق أيا من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية واتفاق الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأشار لافروف إلى أن موسكو تؤيد الدعوة لعقد اجتماع وزاري للجنة المشتركة بشأن الاتفاق النووي الإيراني ولكن عقده يتطلب التوصل إلى اتفاقات محددة غير متوفرة حتى الآن لافتا إلى أنه يجب دراسة أي التزامات إضافية تحملتها إيران بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة وفقا لما تم تأكيده في قرار مجلس الأمن الذي تبنى الاتفاق.
وأعاد لافروف إلى الأذهان أن الولايات المتحدة انسحبت بشكل فردي من الاتفاق النووي ولم تلتزم بقرار مجلس الأمن رقم 2231 وتمنع كل الأطراف الأخرى من تطبيق هذا القرار وتوجه أصابع الاتهام إلى إيران.
وكالات – الثورة

التاريخ: الأربعاء 10-7-2019
رقم العدد : 17020