صناعة المعارض أصبحت فناً عالمياً راقياً يلعب دوراً كبيراً في إنعاش اقتصادات الدول وزيادة دخولها من خلال توسيع قاعدة استثماراتها، وهي مصدر قوي للدخل وفتح أسواق جديدة للتعريف بالمنتجات والصناعات الوطنية والخدمات والمجالات المتاحة، ومن ثم جذب الاستثمارات وتعزيز التجارة البينية وتبادل الخبرات بين التجار والمستثمرين بكافة مستوياتهم وتشجيعهم على الالتقاء والمشاركة، وبالتالي إبرام العقود والاتفاقيات فيما بينهم وتوفير العديد من فرص العمل الأمر الذي يخدم الشركات والتجار في تطوير صناعاتهم المختلفة وتنمية جودتها لمواكبة التقدم العالمي في تلك المجالات، إضافة لكونها تحفز وتعزز روح التنافس بين مختلف الشركات سواء المحلية أم الأجنبية في إطار سعيها ومحاولتها لتوفير أفضل العروض والخدمات لعملائها.
إن الهدف الرئيسي من تنظيم المعارض مهما كان نوعها ومجالها هو دعم الاقتصاد، نظراً لما لها من أهمية كبرى في تحريك قاطرة النمو، فعند إقامة المعارض والفعاليات الكبرى فإنها تقوم بتحريك كل ما هو مرتبط بها من قطاعات أخرى مثل قطاع السياحة والفنادق والتجارة والنقل والشحن والمطاعم، وغير ذلك من القطاعات، وكل هذا يصب في مصلحة الاقتصاد المحلي سواء أكان بشكل مباشر أم غير مباشر الأمر الذي يشكل فرصة كبيرة للمؤسسات المحلية الصغيرة والمتوسطة المؤهلة للاستفادة من كل هذه الفرص بما يعود بالنفع على تطور وازدهار القطاع السياحي ككل وتشجيع حركة القدوم السياحي وزيادة عدد الزوار وتعزيز الاستثمارات والتسويق والترويج وتنويع مصادر الدخل عبر تطوير القطاعات المختلفة.
لقد كانت سورية سباقة في مجال صناعة المعارض، وقد شكل معرض دمشق الدولي تظاهرة اقتصادية وثقافية وسياحية وفنية ورمزاً اقتصادياً تميزت به مدينة دمشق على مدار عقود طويلة وقد اتسم بسمعة محلية وعربية وعالمية بحيث أصبح بمثابة نافذة على العالم، لقد أثبت معرض دمشق الدولي كفاءته وقدرته في التنظيم واستقطاب أكبر عدد من العارضين والشركات والزوار وباعتراف محلي وإقليمي شكلت عودته حدثاً بارزاً ولا سيما بعد سنوات من الحرب الظالمة التي شنت على سورية حيث شكلت عودته رسالة للعالم أجمع أن إرادة السوريين للحياة أقوى من الإرهاب.
بسام زيود
التاريخ: الأربعاء 10-7-2019
رقم العدد : 17020