رزقني الله بابنة (نقاقة) مبدؤها في هذه الحياة (ليتحقق لي كل ما أريد).. تعلن دائماً تمردها كلما أصدرت أوامر رأت فيها انتهاكاً لطفولتها.. أحاول أن أعلمها (الانحياز لجيبي) كـ (والد) من ذوي الدخل المحدود من كل الجهات..
أريدها أن تتوقف عن المطالبة بكذا وكذا.. وطالما أن (عين الإعلام لا تراني).. فإنني أتجاهل الكثير من (نقها) ولا ألبي لها الكثير من المطالب.. وتبقى هي على حالها.. تطالب فأذعن في النهاية لمطالبها ضمن الحدود.. وطالما أنني أتفهم مطالبها كلما ألحت.. فهي إلى الآن لم تطلب مني أشياء فوق طاقتي (اللهم إلا ما ندر).. تعلمت معها رغم أنها لم تتجاوز الأربع سنوات كيف يستطيع الإنسان رغم صغر سنه و(البراءة) التي تكلله أن يطالب بما يحقق له ما يراه من ضروريات حياته.. وأن يجعل لنفسه مكانة ورأياً في حدود معاني الخير ومقاصده.. وبما ينسجم مع مصلحة المجتمع ومن يعيش في كنفه..
أتنبأ لابنتي هذه بمستقبل باهر.. لقد اقتنعت أخيراً بـ (الانحياز لجيبي) وأصبحت تخفف من حدة طلباتها رغم صغر سنها… كم أتمنى أن يعمم شعار (ابنتي) الحالي ويتحقق (الانحياز المطلق) إلى ذوي الدخل المحدود والطبقات الشعبية لجهة عدم تحميلهم أي أعباء في (الفواتير) على مختلف صنوفها المعروفة وغير المعروفة.. وأشياء أخرى تتصل بمعيشتهم وحياتهم…
كم أتمنى الانحياز لـ (جيبي) بشكل مطلق وأن تنخفض الأسعار مع انخفاض (نق) ابنتي أو أن تزيد الرواتب كزيادة أسعار (الثوم) حتى يرتفع منسوب جيوبي وتفوح رائحتها.. وأصبح قادراً على الانحياز لمطالب (ابنتي)… دون أن أتجاهل (نقها)…
منهل إبراهيم
التاريخ: الأربعاء 10-7-2019
رقم العدد : 17020