واشنطن تستجدي الحوار مجدداً..وباريس تأمل خيراً من وساطتها…طهران: نرفض التفاوض تحت الضغوط والإرهاب الاقتصادي..وخطواتنا لتخفيض التزاماتنا إستراتيجية
تواصل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب العزف على وتر التهديد والوعيد ضد إيران، لتخفي بذلك عجزها الواضح، والمتمثل باستجداء الحوار والتفاوض لحفظ ماء الوجه، وهذا ما يفسره البيان الذي قدمته واشنطن إلى مجلس وكالة الطاقة الذرية، وتبدي من خلاله استعدادها لإجراء مباحثات مع طهران من دون أي شروط مسبقة، وأيضا زيارة الوساطة التي يقوم بها مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل بون إلى طهران رغم نفيه بأن مهمته تندرج في سياق تلك الوساطة بين واشنطن وطهران، فيما الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تعتبر عملية التفاوض التي تدعو إليها إدارة ترامب مجرد خدعة، تؤكد باستمرار رفضها أي نوع من التفاوض تحت الضغوط والإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه الولايات المتحدة.
وفي التفاصيل: أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده لم تنتهك الاتفاق النووي الموقع معها وإجراءاتها تجاهه قانونية فيما تصرفات الإدارة الأمريكية حيال الاتفاق مثيرة للسخرية.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن روحاني قوله أمس خلال اجتماع الحكومة الإيرانية إن الأمريكيين طالبوا بعقد اجتماع طارئ لمجلس حكام الوكالة الدولية بحجة أن إيران تخلت عن بعض تعهداتها في الاتفاق النووي وهذه رواية مضحكة يرويها الأميركيون في هذه الأيام لكن قلما يمكن مشاهدة هكذا إجراءات في التاريخ السياسي بالعالم.
في السياق ذاته أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن التفاوض مع إيران لا يمكن أن يتم مطلقا مع استمرار الضغوط والإرهاب الاقتصادي ضدها مطالبا بإنهاء إجراءات الحظر الجائرة ضد الشعب الإيراني ومن ثم يمكن التحدث عن تنفيذ الاتفاق النووي.
ونقلت وكالة أنباء إرنا عن ظريف قوله أمس إن موقف إيران حول الاتفاق النووي والمفاوضات صريح وشفاف وإن طهران عملت طبقا للاتفاق النووي، موضحا أن مشكلة الأوروبيين أولا وقبل كل شيء أنهم ليسوا مستعدين لدفع ثمن أمنهم ومشكلتهم الرئيسية بالدرجة الثانية هي مع الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق النووي وعليهم حل هذه المشكلة.
وشدد ظريف على أن آلية تسوية المنازعات ليست قابلة للتطبيق لأن الاتفاق النووي يتضمن آلية من أجل مواجهة أي خرق للاتفاق وهذه الآلية هي البند الـ26 منه وإيران نفذت هذه الآلية.
من جهته أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن خطوات بلاده لجهة خفض التزاماتها بالاتفاق النووي إستراتيجية وغير قابلة للتغيير.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن شمخاني قوله خلال لقائه مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل بون في طهران أمس: هذا هو البرنامج في إطار الفقرتين 26 و36 للاتفاق النووي وسنواصله حتى استيفاء حقوق إيران تماما.
من جهته أكد بون أن باريس تسعى لإيجاد حلول مشتركة لوقف الحرب الاقتصادية ضد إيران، لكن مهمته في طهران ليست الوساطة بينها وواشنطن حسب ادعائه.
وقال بون عقب المحادثات مع شمخاني إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعتقد أن إيقاف الضغوط الاقتصادية الأميركية على طهران من شأنه أن يخفض التوتر المتصاعد حاليا في الشرق الأوسط.
وأقر مستشار الرئيس الفرنسي بأن قدرة ونفوذ ومكانة إيران في المعادلات الإقليمية والدولية حققت نموا ملحوظا خلال العشرين عاما الماضية على الرغم من رغبة وإرادة وإجراءات واشنطن.
وفي واشنطن، وبالرغم من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن العقوبات ضد إيران ستتضاعف قريبا، متهما طهران بالقيام بتخصيب اليورانيوم «سرا» رغم الاتفاق النووي، أكدت الولايات المتحدة في بيان وجهته إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها منفتحة على إجراء مباحثات دون شروط مسبقة مع إيران ومستعدة لتطبيق كامل العلاقات معها.
وجاء في البيان الأميركي: لا توجد أسباب مقنعة تبرر توسيع إيران برنامجها النووي، وخطوة كهذه لا يمكن قراءتها سوى كمحاولة لابتزاز الأموال من المجتمع الدولي على حد زعم البيان».
وأضاف البيان البيان أن الولايات المتحدة كانت قد أوضحت أنها منفتحة على التفاوض دون شروط مسبقة (مع إيران)، وأنها تعرض على إيران إمكانية التطبيع الكامل للعلاقات.
وكالات – الثورة
التاريخ: الخميس 11-7-2019
رقم العدد : 17021